الجمعة، 1 نوفمبر 2019

رجل يدعى أوف.. شخص وحيد غاضب

بوستر الفيلم
يبرع المخرج السويدي هانز هولم Hannes Holm من خلال فيلمه A Man Called Ove رجل يُدعى أوف، أو En Man Som Heter Ove، تبعا لعنوان الفيلم الأصلي في السويدية، في تقديم شخصية أساسية ومحورية تتسيد كل مشاهد الفيلم تقريبا رغم فظاظتها، ونفورها من الجميع، وقسوتها أحيانا، واعتبار كل من حولها مجرد حمقى بينما هي الشخصية الوحيدة التي تفهم ما يجب أن يكون وتحافظ عليه وتلتزم به؛ ومن ثم فمن الضروري على الآخرين اتباعها وإلا تعرضت لغضبها والسخرية منها، بل وعقابها أحيانا.
إنها شخصية "أوف" Ove الذي قام بدوره بشكل بارع الممثل السويدي Rolf Lassgård  رولف لاسجارد؛ حيث قدم شخصية شديدة الغضب من كل من حوله، بل من العالم أجمع في شكل منفر تماما لا يمكن للمشاهد أن يتعاطف معه، ورغم ذلك كان هو الشخصية الأساس التي يدور حولها الفيلم، ويقوم عليها.
نرى أوف منذ بداية الفيلم رافضا للتكيف مع ما يحيطه في مجتمعه؛ فهو حينما يبتاع باقة زهور؛ كي يذهب بها لزيارة قبر زوجته، يتشاجر مع البائعة لأنها تطلب منه خمسين كرونر، ويخبرها أن العرض يؤكد أن الباقتين بقيمة سبعين كرونر وهو لا يحتاج سوى باقة واحدة، كما أن نصف السبعين هو 35 فقط وليس خمسين. تحاول الموظفة إفهامه أن الباقة الواحدة بخمسين بينما الباقتين بسبعين لكنه لا يقتنع؛ ويضطر- متضررا- في نهاية الأمر إلى شراء الاثنتين معا.
من خلال المشهد الافتتاحي للفيلم يتأكد للمُشاهد أن هذه الشخصية من الشخصيات غير القادرة على التكيف مع المجتمع، ولا ترى الحياة إلا من خلال لونين فقط: الأبيض والأسود، أي أنه لا يعترف باللون الرمادي، ولا يمكن له أن يتصالح معه؛ لذلك نراه يقوم يوميا بجولات صباحية في الحي الذي يسكنه من أجل الاطمئنان بأن القوانين يتم تنفيذها كما ينبغي، وبأن كل شيء مستقر ومُنظم، ولم يقم أحد من سكان الحي بالإخلال به؛ فنراه يُصادر إحدى الدراجات؛ لأن صاحبها لم يضعها في المكان المُناسب لها، ويمنع مرور سيارة ويكاد أن يضرب قائدها؛ لأن الحي ممنوع مرور السيارات فيه، ويأخذ أعقاب السجائر من على الأرض ويبحث عمن قام بإلقائها، ويتأكد من أن اللوحات الإرشادية في مكانها وثابته، وأن أبواب المخازن مغلقة كما ينبغي، وينهر زوجة عمدة الحي؛ لأن كلبها يتبول في الطريق- وهذا ممنوع- كما يطلب منها ارتداء حذاء من غير كعب حفاظا على النباتات العشبية في الحي.
أي أن شخصية أوف في النهاية هي شخصية شديدة الصرامة تجاه تطبيق القوانين والنظم المُتفق عليها، وهو يحاول طوال الوقت الحفاظ على هذه النظم وتطبيقها، بل وإرغام كل من حوله على فعل ذلك حتى لو كان من خلال نهرهم والصراخ في وجههم، أي أنه يرغمهم على فعل ذلك.
هذه الشخصية التي قد تبدو للوهلة الأولى مُنفرة تماما للجميع سنعرف مع مرور أحداث الفيلم أنه يبلغ من العمر 59 عاما، وأنه يعمل في مصانع السكك الحديدية منذ 43 عاما، وتتم إحالته إلى التقاعد رغم انتظامه وكفاءته في العمل، هنا يحاول أوف الذي فقد زوجته منذ ستة شهور فقط بعد معاناتها من السرطان- وهي الزوجة التي يذهب لزيارة قبرها يوميا- الانتحار؛ للحاق بها رغم ما يبدو على شخصيته من قوة وصلابة وعدم الميل للضعف أو اليأس.
يقدم لنا المخرج هانز هولم محاولات أوف المتعددة للانتحار- الذي يفشل في كل مرة- بشكل كوميدي رغم صرامة وجدية الفيلم، وهي الكوميديا السوداء التي تجعل المشاهد يضحك رغم مأساوية الحدث؛ فتارة حينما يحاول شنق نفسه يرى من خلال زجاج النافذة إحدى السيارات التي يقودها شخص لا يعرف القيادة؛ وبالتالي يُدمر صندوق البريد الخاص بأوف حينما يحاول الرجوع بالسيارة للخلف؛ الأمر الذي يجعل أوف يخرج رأسه من الحبل الملفوف حول رقبته قبل اللحظة الأخيرة من تحقيق الانتحار؛ ليخرج بغضب شديد من أجل تصحيح الأوضاع، وإخباره أن قيادة السيارات ممنوعة في المنطقة، بل ويخبره أنه أحمق ولا يصلح للقيادة. وفي مرة ثانية حينما يحاول الانتحار بشنق نفسه ينقطع الحبل وهو على شفا اللحظات الأخيرة من الموت، وتارة ثالثة يحاول الانتحار باستخدام عادم سيارته حينما يصل مخرج العادم بخرطوم ويضعه داخل السيارة ويديرها في انتظار اختناقه وموته، لكن في اللحظات الأخيرة لذهابه في الغيبوبة يسمع ضجيج صاخب ومُلِح؛ حيث تدق جارته الإيرانية- بارفانة- الباب طلبا في مساعدتها للذهاب إلى المشفى، وتارة رابعة حينما يحاول الانتحار بإطلاق النار على رأسه يدق جرس الباب بإلحاح ليجد أحد جيرانه يطلب منه المساعدة في المبيت عنده بعدما تشاجر مع أبيه وطرده من المنزل.
نحن هنا أمام محاولات متعددة للانتحار واللحاق بالزوجة التي فارقته قدمها الفيلم بشكل فيه الكثير من المفارقات الكوميدية؛ فالجميع من دون أي قصد يمنعونه من الانتحار، وهو مهتم بالعالم الخارجي الذي يريد تنظيمه رغم شعوره بالانزعاج من كل يحيطونه؛ ومن ثم يتعامل معهم بتجهم وصرامة شديدتين، ولعل المخرج كان من الذكاء الفني؛ ما جعله يهتم بالتفاصيل الدقيقة التي ترسم الشخصية التي يقدمها؛ فحينما يتهيأ لشنق نفسه نراه حريصا على أن يرتدي بذلته الأنيقة ليبدو في أبهى صورة حينما ينتحر ويقابل الزوجة، كما نرى هذا الحرص الدقيق- الذي يتساوى تماما ويعبر لنا عن شخصيته المهتمة بالقانون والنظام والتفاصيل- حينما يتهيأ للانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه؛ فنراه يغطي جدران الصالة بالكامل وأرضياتها بمشمع شفاف حتى لا تتناثر دمائه فيها وتلوثها، وهو ما نراه أيضا حينما يفكر بالانتحار من خلال عادم السيارة؛ حيث يُغلق كل الفتحات باللاصق كما يغطي مقاعد السيارة بأوراق الجرائد.
هذه التفاصيل الدقيقة التي يحرص المخرج على تقديمها تُدلل على مخرج يعرف كيف يرسم الشخصية التي يتحدث عنها من خلال الصورة من دون الثرثرة أو الحديث الكثير الذي لا داعي له، أي أنه مخرج يفهم جيدا آليات صناعة السينما التي لا تحتاج إلى الكلام بقدر ما تحتاج إلى الصورة المُعبرة التي تتحدث بدلا من الممثلين؛ فأفعال البطل الدقيقة التي قد لا ينتبه إليها البعض هي التي ترسم هذه الشخصية بدقة، وتُعبر عنها بذكاء اعتمادا على بديهية مفادها أن المشهد الذي لا يمكنه تقديم المزيد من المعلومات في الفيلم السينمائي لا بد من حذفه؛ لأنه يُعد زائدا لا قيمة أو داعي له؛ ومن ثم يؤدي إلى ترهل البناء الدرامي في الفيلم. هذا البناء الدقيق للشخصية التي يتحدث عنها الفيلم كانت من أهم الرسائل التي تجعل المشاهد يفهم سيكولوجية أوف- المهتم بالتفاصيل والحفاظ على الأنظمة والقوانين؛ فهو لا يطبقها على الآخرين فقط، بل على نفسه أيضا- لا سيما أن المخرج هو كاتب السيناريو أيضا.
يحرص المخرج هانز هولم على تعريف المشاهد بحياة أوف السابقة التي ساهمت في تشكيل هذه الشخصية الغاضبة مما حولها من خلال مشاهد الفلاش باك Flash Back التي كان يبثها في الفيلم بذكاء إثر كل محاولة فاشلة للانتحار؛ أي في اللحظات الفاصلة ما بين الموت والحياة قبل أن يفشل في انتحاره؛ ففي محاولته الأولى لشنق نفسه، مثلا، وحينما يتعلق في الهواء لفترة قبل انقطاع الحبل يقول: عرفت يوما أن العقل ينشط في لحظات الموت؛ ومن ثم يشاهد المرء حياته كاملة، ولقد كان عقلي ينشط باتجاه أمي وحياتي السابقة، وهنا يبدأ المخرج في الانتقال إلى الفلاش باك لعرض حياته السابقة مع والده حيث ماتت أمه وهو طفل صغير، بينما كان الأب قليل الكلام في أي شيء، وإن كان يهتم به، وينشأ أوف مع أبيه العامل في السكك الحديدية، لكنه يصدمه قطار أمام عينيه فيموت، ويتم تعيين أوف مكانه.
الروائي السويدي فريدريك باكمان
تكتمل القصة الكاملة لحياة أوف على مراحل متباعدة خلال الفيلم، وفي كل مشهد من هذه المشاهد تكتمل لنا الصورة الكاملة لهذا الرجل الذي يتأكد لنا أنه ليس بهذه الصرامة والفجاجة التي يبدو عليها أمام الآخرين، بل هو يحمل قلبا طيبا، ويميل إلى مساعدة الجميع من دون أي مقابل. يحترق بيت دوف حينما كان شابا ولا يجد ملجأ للمبيت فيه سوى أحد القطارات حيث يعمل، لكنه يفيق من نومه ليجد القطار قد تحرك منذ قرابة الساعة كما أخبرته الفتاة الجالسة في المقعد المقابل، وحينما يأتي مفتش التذاكر يخبره أنه ليس معه تذكرة ولا نقود؛ فتتطوع الفتاة بدفع ثمن التذكرة له. يبدأ أوف لمدة ثلاثة أسابيع في ركوب نفس القطار ليلقاها مرة أخرى، وحينما يلتقيها يرتبك ويحاول إعادة ثمن التذكرة لها، لكنها تقول له: ألم تكن هناك طريقة أكثر لياقة لرد المال كدعوتك لي على العشاء؟
يرتبك أوف ويدعوها على العشاء ويخبرها عن حقيقته؛ ومن ثم تنشأ بينهما علاقة عميقة، وتساعده حتى يأخذ شهادة في البناء، ويتزوجان، لكنها أثناء رحلة لها معه إلى إسبانيا تنقلب بهما الحافلة وتفقد جنينها، وتعجز عن المشي، لكنها تُصرّ على إكمال دراستها لتكون مُدرسة، ولا تبخل على أحد بالمساعدة في حياتها إلى أن تموت بسبب السرطان.
نلاحظ من حياة أوف التي عرفناها على مدار الفلاشات باك العديدة طوال الفيلم أن حياته كانت مُغلقة تماما على الأب الذي فقده مُبكرا، ثم الزوجة التي حلت محل الأب والأم فيما بعد، أي أنه كان يرى العالم من خلال هاتين الشخصيتين لا سيما الزوجة التي كان يعجز عن مواجهة الحياة من دونها؛ لذلك فهي منذ أن فارقته يحاول العديد من المحاولات للحاق بها لكنه يفشل في ذلك، كما لا يستطيع التواصل مع من يحيطون به؛ لأنه لم يكن يستطيع فعل ذلك إلا من خلال الزوجة التي كانت ماهرة في علاقاتها الاجتماعية ومساعدة الآخرين.
المخرج السويدي هانز هولم
إن عدم قدرته على التكيف مع ما يحيطه نلحظه حينما يذهب إلى قبر زوجته ليقول لها: ستصدمين لو عرفت كيف أصبح الناس في أيامنا هذه، ليس باستطاعتهم فعل أي شيء، لا يمكنهم القيادة للخلف مع مقطورة، أو تغيير إطار السيارة، لو سألتهم عن أتفه الأمور في هذا العالم لن يفقهوا الإجابة. أي أنه غير قادر على الاقتناع بأن الحياة لا يمكن لها أن تستقيم من خلال اكتفاء المرء الذاتي بنفسه وابتعاده عن الآخرين- وهو ما كان يفعله في حياته-.
تحاول جارته المهاجرة الإيرانية الجديدة- بارفانة- التي قامت بأداء دورها الممثلة والمخرجة والكاتبة الإيرانية الأصل السويدية الجنسية بهار بارس Bahar Pars التودد إلى أوف بكافة الطرق رغم غضبه الدائم، وصراخه في وجهها، ومن خلال بارفانة نبدأ ملاحظة الجانب الطيب والنقي والحنون المخفي تحت الصرامة غير الحقيقية التي يواجه بها الآخرين، وبالفعل تستطيع بارفانة إعادته إلى الحياة، والقدرة على التكيف معها، والاختلاط بالآخرين وحل مشاكلهم، وحب الحياة، وتفهم أنه ليس بالضرورة أن يكون من حوله مثله تماما- لا سيما أنه فقد صديق عمره وعاداه؛ لأن صديقه كان يفضل سيارات الفولفو بينما هو يفضل سيارات الساب- لكنه حينما يصل إلى هذه النقطة ويتصالح مع ما يحيطه يقع في أزمة صحية، وفي المشفى تؤكد الطبيبة لبارفانه بأن مشكلته الصحية هي أن قلبه كبير، لكنه سيعيش، هنا تضحك بارفانة مما قالته الطبيبة، ولا تفهم أنه مصاب بتضخم في عضلة القلب، لكنها ذات صباح تستيقظ لتطل على منزله من النافذة وتلاحظ أن الثلوج لم تتم إزالتها من أمام بابه رغم أن الوقت قد تعدى جولاته الصباحية، وحينما تسرع إلى منزله تجده قد فارق الحياة، وترك لها وصيته التي يخبرها فيها أنه بالفعل كان يمتلك قلبا كبيرا كما قالت الطبيبة بسبب تضخم عضلة القلب، كما أنه يريد جنازة بسيطة في الكنيسة لا يحضرها سوى من شعروا بأنه كان يتعامل معهم بطريقة لطيفة؛ ليفاجأ المُشاهد بأن جميع أبناء الحي كانوا حاضرين جنازته؛ الأمر الذي يُدلل على أن الجميع كانوا يشعرون اتجاهه بالحب رغم فظاظته، وغضبه، وصرامته في التعامل معهم.
الممثل السويدي رولف لاسجارد
من التفاصيل السينمائية الدقيقة والمهمة المميزة لهذا الفيلم تأكيد المخرج على اكتساب الأطفال نفس خصال أوف، وهو ما حرص المخرج على تقديمه في مشهد النهاية بشكل بسيط وتلقائي لا ثرثرة فيه، ولا عمدية، وإن كان عميقا في إبداء الأثر الذي تركه أوف على الأجيال الجديدة التي شاهدته يحاول الحفاظ على النظام، والقوانين، والمُثل، حينما يعود أهل الحي من الجنازة ويقومون بإغلاق الباب الخارجي للحي، لكن الأطفال يعودون- مثلما كان أوف يفعل تماما- للتأكد من إحكام غلق الباب.
هذه التفاصل تُدلل على مخرج يمتلك أدواته السينمائية الجيدة، ويعرف كيف يصنع فيلما سينمائيا تُعبر فيه الصورة عن شخصياته، وتعمل على تشكيلها، ولعله في مشهد من أهم مشاهد الفيلم نرى أوف حينما يموت وهو نائم على كرسي أحد القطارات وحينما يفتح عينيه يفتحها على "سونيا" زوجته الجالسة أمامه على المقعد المقابل؛ فيبتسم لها، وهو نفس المشهد الذي رأيناه من قبل حينما احترق بيته وذهب للمبيت في أحد القطارات وحينما فتح عينيه رأى سونيا لأول مرة أمامه على المقعد المقابل له، أي أن المخرج يريد التأكيد على أن لقاء أوف بسونيا في المرة الأولى كان بمثابة البداية الحقيقية لحياته، بينما موته وتكرار نفس المشهد- ولكن في صورته وهو عجوز- يُعد بمثابة البداية الثانية لحياته الأخرى التي سيلتقي فيها بسونيا مرة أخرى في الأبدية، وهو شكل من أشكال التعبير السينمائي البليغة التي حرص المخرج على صناعتها والتأكيد عليها.
إذن؛ فمن خلال فيلم يتميز بالإيجاز والابتعاد عن الثرثرة من خلال الصورة ينجح المخرج هانز هولم في تقديم رواية الروائي السويدي فريدريك باكمان Fredrik Backman رجل يُدعى أوف الصادرة في 2012م، وهي الرواية التي تُعبر عن رجل شديد الغضب من كل شيء؛ الأمر الذي أكسبه الكثير من العدائية والصرامة والنفور، وإن كانت هذه الشخصية تُخفي داخلها الكثير من المودة، وقلب كبير يسع العالم بأكمله، وهو الأمر الذي نجح في التعبير عنه ببراعة الممثل السويدي رولف لاسجارد بشكل جعل المشاهد متعاطفا معه كثيرا، لدرجة الشعور بالافتقاد في أي مشهد يغيب عنه، بل يكاد المشاهد أن يبكي لفقده في مشهد وفاته.
الممثلة الإيرانية بهار بارس
كما نجحت الممثلة السويدية Ida Engvoll إيدا إنجفول التي قامت بدور الزوجة "سونيا"- من خلال القليل من المشاهد التي ظهرت فيها- في جذب المُشاهد إلى شخصيتها الدافئة، وابتسامتها الجميلة التي لم تفارق وجهها طيلة مشاهدها في الفيلم؛ فتركت الكثير من الأثر لدى من يراها، ورغبة في عدم غيابها من الكادر.
لكن، لعل البطل الحقيقي في فيلم "رجل يُدعى أوف" هو الموسيقى التصويرية التي قدمها الموسيقي Gaute Storaas جوت ستوراس؛ حيث كانت موسيقى خفيفة أقرب إلى المارشات العسكرية المُعبرة عن الحالة النظامية التي يعيشها أوف ولا يريد أن يتخلى عنها، والمصاحبة له دائما في كل جولاته داخل الحي، وإن لم تكن الموسيقى عسكرية بشكل صارم، بل دخل عليها إيحاء بالفكاهة إلى حد ما؛ لتكون هي البطل إلى جانب الأداء المُحكم الذي قدمه معظم طاقم الفيلم، بالإضافة إلى السيناريو الخلاق الذي كتبه مخرج الفيلم.



محمود الغيطاني
مجلة الثقافة الجديدة
عدد نوفمبر 2019م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق