السبت، 13 يناير 2024

رمضان في يوم: الصوم كفعل ثقافي

في الفيلم التسجيلي الألماني السعودي "رمضان في يوم" للمُخرج السعودي مجتبى سعيد، والمُخرجة الألمانية التونسية الأصل مايسة لحدهب، والمُخرج الألماني التركي الأصل نيلجون أكينجي ثمة رحلة مدروسة بشكل مُتقن لمُتابعة ستٍ من الشخصيات العربية المُسلمة التي تحيا في مناطق مُختلفة من ألمانيا، حيث يعيشون يومهم العادي والأخير من شهر رمضان- في انتظار العيد- أي أن المُخرج يُدرك جيدا ما يفعله، حيث خطط بشكل واعٍ للفيلم الذي قام بإعداده، وهو ما يبدو لنا واضحا في الشكل الأخير الذي خرج عليه الفيلم.

لكن، لا بد من طرح التساؤل: لِمَ اختار المُخرج تصوير هذه الشخصيات الست في يومها الأخير من شهر رمضان؟

إن المُخرج هنا يتعامل مع فعل الصوم، ويصوره باعتباره فعلا ثقافيا، واجتماعيا في المقام الأول، فعل ذات، وهوية، أي أن هذه الشخصيات العربية المُسلمة حينما اندمجت مع المُجتمع الألماني لم يبق لها ما يربطها بجذورها في نهاية الأمر سوى هذا الفعل الثقافي، وهو الفعل الذي من شأنه أن يوثق من الروابط الأسرية لهم في غربتهم، فهم من خلاله يحاولون الحفاظ على عدم تفتت الأسر، والعمل على تماسكها، وهو ما سنُلاحظه بشكل شديد الوضوح- وإن لم يكن خطابيا، بل مال باتجاه التلقائية والبساطة- حينما نستمع إلى إحدى الفتيات العربيات المُسلمات تقول لأصدقائها: إنه جزء من ثقافتنا، إنه ببساطة ينتمي إلينا، جزء من تقاليدنا. الناس الذين لا يصومون لا يفهمون في الكثير من الأحيان ما يعنيه الصيام، نحن نعلم ما هو الصيام، لكن في العمل أسمع كثيرا: يا إلهي! كيف هو الصيام، دائما ما تتكرر هذه الأسئلة. متى سمعتم من شخص غير مُسلم، من ألماني على سبيل المثال، نادرا ما نسمع أن شخصا ما يتمنى لك عيدا سعيدا؛ لأن لا أحد يعرف بذلك، لكننا نقول لكل ألماني: أتمنى لك عيد ميلاد مجيد، وعيد فصح سعيد، لكن، متى يقول لنا الناس ذلك؟ هذا لا يحدث. لقد اندمجنا جيدا هنا، لكن هل ثقافتنا تُحترم حقا؟ لست مُتأكدة. عيد الميلاد عند الألمان هو عندما تجتمع العائلة كلها معا، نفس الشيء مع الصيام؛ نلتقي معا في المساء، نأكل معا، الأسرة كلها تجتمع، وغالبا ما يكون هذا في شهر رمضان، الشهر الذي تقترب فيه من العائلة برمتها.

ربما يتضح لنا مما سبق أن قالته الفتاة أن فعل الصوم هنا ليس إلا فعلا ثقافيا في جوهره، فعلا اجتماعيا يحاولون من خلاله بالفعل الحفاظ على تماسك الأسرة- تماما مثلما يفعل الألمان في عيدهم، عيد الميلاد- لكننا سنُلاحظ أيضا في طيات حديثها نوعا من الشكوى، أو الشعور بالنقص، أو المظلومية، أو الظن بأنها مُجرد مواطن من الدرجة الثانية، وهو ما قد نستشعر منه الصوت العالي، والمُباشرة التي لا تتناسب مع فن السينما، حينما قالت: نادرا ما نسمع أن شخصا ما يتمنى لك عيدا سعيدا؛ لأن لا أحد يعرف بذلك، لكننا نقول لكل ألماني: أتمنى لك عيد ميلاد مجيد، وعيد فصح سعيد، لكن، متى يقول لنا الناس ذلك؟ هذا لا يحدث. لقد اندمجنا جيدا هنا، لكن هل ثقافتنا تُحترم حقا.

إن هذا القول في جوهره يحمل الكثير من شعور النقص، فضلا عن الخطابية- فضلا عن أنه يؤكد من جهة أخرى على أن فعل الصوم قد انتُزع بالفعل من مفهومه ودلالته الدينية إلى مفهوم الهوية- فهي تُدرك جيدا أنها في مُجتمع لا علاقة له بالثقافة الإسلامية الوافدة منها، كما أن المُجتمع الألماني لا يعنيه أن يعرف ثقافة الوافدين عليه، ومن ثم فمن الطبيعي أن يعرف الوافد ثقافة البلد الذاهب إليه، في حين أن البلد المُستضيف ليس من الضروري على أفراده إلزام أنفسهم بمعرفة ثقافة من وفد عليهم، أي أن الأمر هنا لا علاقة له باحترام الثقافة الإسلامية من عدمها- كما تظن الفتاة.

اعتبار فعل الصوم فعل اجتماعي مُهم يوطد من أواصر الأسرة والمُجتمع، سنلحظه مرة أخرى في قول الشيخ عبد الله حجير: رمضان هو أمر اجتماعي وعائلي، وعلاقته بالشغف وطيدة، ذلك لأن الناس تصوم رغم أن الصوم يتطلب الكثير منهم، ويستنفد الكثير من الصبر والقوة، وما إلى ذلك. وهنا يكمن الجمال في رمضان، شهر رمضان هو حقا ركيزة للمُجتمع، ركيزة دينية، اجتماعية، وثقافيه، إنه ظاهرة.

إذن، فرؤية المُخرج الفنية الأولى في صناعة فيلمه هي إثبات أن فعل الصوم- بالنسبة للمُسلمين المتواجدين في المهجر- هو مُجرد فعل ثقافي، وتواصلي في جوهره، وليس شكلا من أشكال التعصب، لا سيما أننا سنرى بهاء الدين، المُهاجر العراقي الذي يعمل DJ، رغم أنه لا يلتزم بصوم رمضان، لكنه راغب في إعداد حفل مُوسيقي كبير يدعو فيه جميع أصدقائه من الألمان احتفالا بعيد الفطر، أي أن الفعل الديني هنا قد بات فعلا ثقافيا يحمل العديد من الدلالات الواسعة والمُختلفة، ومنها تعريف الآخرين بثقافة الوافدين من العرب والمُسلمين. كما رأينا المُلاكم الألماني ذا الأصول العربية- المولود في بافاريا- فرات أرسلان حريصا على الذهاب للمقابر لزيارة أمه مع طفله، بعد أدائه لصلاة عيد الفطر، وهو نفس الطقس الثقافي الذي يمارسه جميع المُسلمين في العالم، حيث يسرعون لزيارة موتاهم في المقابر بعد الانتهاء من صلاة العيد.

يبدأ المُخرج مُجتبى سعيد فيلمه قبيل لحظة السحور بدقائق قليلة، حيث يتابع شخصياته الست التي أشار إليها في تيترات المُقدمة، لذلك كتب: يعيش في ألمانيا حوالي 4.5 مليون مُسلم، يرافق الفيلم ستة أشخاص خلال اليوم الأخير من شهر رمضان.

سنُلاحظ أن المُخرج هنا يحرص على تقسيم فيلمه إلى ثلاثة أجزاء، هي: سحور، إفطار، عيد الفطر، حيث يعنون كل جزء من هذه الأجزاء الثلاثة التي يتكون منها فيلمه مع شرح المفهوم الثقافي للكلمة على الشاشة، ومن ثم يبدأ في مُتابعة شخصياته المُختلفة لنرى يوم كل شخصية فيهم في النهار الأخير من رمضان، فنرى مريم البديري- مُصممة الأزياء الجزائرية المُقيمة في مانهايم- حيث تُمارس عملها في الساعة 3:30 قبل تناولها لسحورها، وفرات أرسلان- بطل العالم في المُلاكمة المُقيم في جوبنجن- يُعد مشروبه في الساعة 3:38، ليقطع المُخرج على إنتصار سيف الدين- المُربية اليمنية المُقيمة في أيسن- بينما تُشاهد التلفاز في 3:45 صباحا، ثم ينتقل بنا إلى الشيخ عبد الله حجير- رجل الدين المتطوع والمُربي الاجتماعي المُقيم في برلين- في الساعة 4:20 صباحا حيث يؤم الناس في المسجد، وسُرعان ما نرى بهاء الدين- الذي يمارس عمله كدي جي، وهو عراقي مُقيم في برلين- في الساعة 5:45، ثم رحمة- الطالبة المدرسية التونسية المُقيمة في مارل- في الساعة 11:15 ظهرا.

إذن، فكاميرا المُخرج حريصة على تتبع شخصياته بتؤدة، وتمهل لتعريفنا بهم، وهو في هذا يتقن كيفية التأسيس لعالمه الفيلمي الذي يرغب في الدخول إليه؛ لذا تقول مريم أثناء تصميمها لأحد أزيائها: رمضان هو الوقت المُناسب لي لإبطاء إيقاع الحياة قليلا، لقضاء الوقت مع العائلة، والتفكير، وفعل الخير مرة أخرى- لاحظ المفهوم الاجتماعي للشهر.

إنه نفس المعنى الذي سنُلاحظه في حديث رحمة: بالنسبة لي، رمضان هو شهر الاقتراب من الله، ولاكتساب صفات أفضل للنفس، والاقتراب من الأشخاص الذين نحبهم، الأصدقاء والعائلة- لاحظ المفهوم الاجتماعي الثقافي- سيكون الصيام في تونس أسهل كثيرا من الصيام هنا، هناك الجميع تقريبا يصومون معك، على العكس من هنا. هنا تتم مُخاطبتك أحيانا بطريقة غريبة، يقول المُعلمون لي دائما: هل تريدين فعلا الصيام؟ هل أنت مُجبرة على القيام بذلك؟ دائما ما نواجه مثل هذه الأسئلة، ولكن هناك الكثير أيضا من الذين يصومون معنا هنا، لاحقا، سنذهب إلى أبناء وبنات عمومتي في فرنسا، ببساطة، نحن معهم لا نشعر بالوحدة، لدينا مزاج مُشترك، كل شخص يمر بنفس الشيء الآن. أي أن فعل الصيام هنا يحمل في باطنه الرغبة في الارتباط بالجذور، والشعور بالقيم الأسرية، وعدم الشعور بالوحدة التي قد يشهر بها الفرد في المهجر- الانتماء.

هذا المفهوم الثقافي لرمضان هو ما يدفع بهاء الدين- الذي لا يلتزم بالصيام في رمضان- إلى تجهيز حفلته المُوسيقية كرمز للاحتفال بعيد الفطر مع غيره من الألمان، أي أنه يحتفل بالعيد- الرمز الديني الثقافي الإسلامي- من خلال المفهوم المُحيط به، والذي يفهمه ويمارسه- عمله كـD J- وبالتالي يكون إقامة الحفل المُوسيقي مُتماهيا ومفهوما مع قوله: خطتنا الراقصة هي كالتالي: يا رفاق، نحن نحب بعضنا البعض، نحن نحتفل بالرقص، نصوم رمضان، ونفرح بالعيد، ونحن نفعل كل شيء، ونحن سنبقى كما نحن. أي أنه رغم عدم التزام بهاء الدين بالشكل الديني، ومُمارسة طقوسه، إلا أنه حريص على التعريف بثقافته بطريقته الخاصة، والمُختلفة.

إن مفهوم بهاء الدين للاحتفال بعيد الفطر، ونقل ثقافته للآخرين مع اختلافه عن مفهوم غيره من المُهاجرين يؤدي إلى سوء الفهم بينه وبين غيره من المُهاجرين، حيث يحاول الدعاية لحفلته المُوسيقية الراقصة بلصق مُلصقات الدعاية على أحد جدران المساجد، فيمنعه أحدهم بدعوى أن هذا جدار مسجد، وبالتالي لا يصح له لصق دعايته عليه؛ لذا نراه يقول: إنها مُجرد دعوة للعيد، والعيد جزء من الثقافة الإسلامية، سيكون رائعا لو قمنا به بشكل مُختلف قليلا، بمُوسيقى إليكترونية، وحفلة رقص غنائية، إلا أننا سنحتفل في النهاية مع الجميع، لكنه قال لي بأن ما نفعله لا علاقة له بالعيد، أنا لا أفهم ما يقصد، بالتأكيد هذا الرجل لا يفهم ما نفعله.

موقف الصدام، أو الخلاف هنا بين الرجلين- من ثقافة واحدة- هو موقف ثقافي في المقام الأول، فالرجل الذي يمنعه هو ابن نفس الثقافة، وإن كانت مُنغلقة، بينما بهاء الدين يرغب في تعريف الآخرين على ثقافته بطريقتهم التي يعرفونها.

ربما كان أهم ما يميز فيلم المُخرج السعودي مُجتبى سعيد هو مُناقشته للمفهوم الثقافي للفعل الديني، وهو ما يحرص على التركيز عليه في المقام الأول، صحيح أننا نلمح جانبا دعائيا/ بروباجندا يحرص على تجميل صورة الإسلام أمام الغرب في صناعة الفيلم، لكنه في النهاية من الأفلام التي تمت صناعتها بشكل فيه قدر كبير من الإتقان، لذا يقول الشيخ عبد الله حجير: يقولون: هناك أنواع مُختلفة من الثقافات، من ضمنها أيضا ثقافة الطعام، وثقافة اللغة والدين، ثقافة الطعام لا تعني فقط كيف تبتكر الوصفات، بل تعني كيف تأكل مع الآخرين، ومع الغرباء. لذا فهم جميعا- لا سيما الشيخ وفرات أرسلان- كانوا حريصين على إعداد إفطار كبير يدعون إليه العديد من أصدقائهم الألمان، وأبناء الأحياء التي يسكنون فيها من أجل تعريف الآخرين بثقافتهم، والمزيد من الاندماج في المُجتمع الألماني. وهو أيضا ما نُلاحظه في قول فرات أرسلان الذي يدعو أصدقاءه، والمُتدربين في مدرسته للمُلاكمة، حيث يقول: ما يدفعني أكثر للصيام هو أن في هذا الوقت، ولمرة واحدة في كل عام، نستذكر الجوع فعلا.

لكن، هل ركز المُخرج مُجتبى سعيد على المفهوم الثقافي، والاجتماعي لرمضان فقط من خلال فيلمه؟

إن المُخرج هنا يتعرض لمجموعة من المواقف الاجتماعية والثقافية الدالة من خلال فيلمه لتبيّن لنا كيف تطورت ثقافة الآخرين في المهجر، فتقول إنتصار- اليمنية لصديقتها التونسية: عندما جئت إلى هنا لم أكن أصلي أساسا، وعندما كنت باليمن كنت أنوي ارتداء الحجاب، حينها لم أكن أرتديه بعد، في عدن، في جنوب اليمن التي تُشبه إلى حد ما تونس، عليك التمييز بين جنوب اليمن وشمال اليمن، الأغلبية لم يرتدين الحجاب، لقد كان هناك من يرتدينه ومن لم يفعلن ذلك. حصلت على المنحة الدراسية وجئت إلى ألمانيا، لكني لم أرتدِ الحجاب، على ما يبدو كي لا أتعرض للرفض، لقد لاحظت أن الناس هنا مُختلفين تماما، لقد كنت الوحيدة أيضا عند دراستي للهندسة ودراسة اللغة، ثم تقدمت بطلب عمل في إحدى المدارس المهنية، كنت هناك كعادتي أرتدي قبعة في مُقابلة العمل، لقد أحسست بتأنيب الضمير، وكأنني لم أكن مُختلفة، ثم دعاني المسؤول لمُناقشة كل شيء، وتوقيع العقد، ثم فكرت، ماذا سأفعل الآن؟ فقررت أن أذهب كما أنا عليه بالحجاب، وإذا لم يقبل بحجابي، فلن يقبلني. لقد كان مرعوبا قال لي فورا: لماذا ترتدين الحجاب فجأة الآن؟! رفضني بسبب الحجاب. قال: إنه ليس ضدي شخصيا، لكن عملائي وطلابي لن يتقبلوا هذا الأمر إطلاقا.

ألا نُلاحظ هنا أن ارتداء إنتصار للحجاب الذي كانت ترفض ارتدائه، بل ومُمارستها لفعل الصلاة التي لم تكن تفعله، هما مُجرد فعل ثقافي في المقام الأول؟ إن شعورها بالغربة في المُجتمع الجديد، واندماجها فيه حتى أنها باتت مُجرد رقم عادي في مُتتالية عددية- لا يميزها أي شيء عمن حولها، وربما عدم الالتفات إليها- قد دفعاها إلى الالتزام والعودة إلى ثقافتها- العودة للجذور والتمسك بها في مواجهة الاختلاف- وبالتالي يكون الفعل في حد ذاته فعلا ثقافيا، إنه يتحول في حقيقة الأمر إلى فعل هوياتي، أي محاولة تعريف الآخر بالذات، والتميز أمام الآخرين، ورغم أنها كانت تظن بأن ارتدائها للحجاب قد يؤدي بها إلى التعرض للرفض، إلا أنها حينما فعلت ذلك لم تجد الرفض من الآخرين، وبالتالي فإن رفض المسؤول لعملها معهم لم يكن فعل رفض خاص، بل اندهاش لأنها لم تكن كذلك حينما تقدمت للعمل، وسُرعان ما اختلفت مما أدهشه- يؤكد ذلك أنها عملت في وظائف أخرى واندمجت في المُجتمع كمواطنة عادية.

كذلك يتابع سعيد قضية مُهمة لدى المُسلمين المُهاجرين، وهي تطور ثقافة المُهاجرين باتجاه الانفتاح، والتقبل للذات، والآخرين؛ فالمفهوم الديني الذي يميل باتجاه الذكورية لدى غالبية المُسلمين- حتى المرأة- ينمحي أثره لدى من هاجروا، وبالتالي يبدأون في التساؤل عن الحقوق والواجبات، وهو ما نراه من قول إحدى النساء لمريم: غالبا ما لا نرى لنا في المُجتمع المُسلم أي اعتبار، وإذا لم نمض في طريقنا الخاص فلن يرانا أحد، نعم، ما زلت أعتقد بأنه يجب أن يكون هناك مسجد باسم امرأة، الحديقة والمكتبة أيضا تُسمى باسم امرأة، كل الصحابة لهم مساجدهم الخاصة، لكني لا أعتقد بأني سمعت عن مسجد باسم صحابية. فترد عليها مريم: آخر مسجد شعرت فيه بالراحة كان في دبي، وكان ذلك مُنذ وقت طويل، كانت لدينا شرفة واسعة على السطح مُخصصة للنساء، كان بإمكاننا الصلاة في الهواء الطلق، هل تتذكرين؟

إن الفيلم التسجيلي "رمضان في يوم" للمُخرج السعودي مُجتبى سعيد من الأفلام المُهمة، والمُتقنة إلى حد بعيد في صناعة فيلم يعمل على التوثيق للمُهاجرين من المُسلمين والعرب في دول المهجر، حيث يؤكد على أن الفعل الديني يتحول إلى فعل ثقافي/ هوياتي، قادر على التغيير، والتعبير عن الذات، بل والتأكيد على الانتماء، وبالتالي فهو فعل اجتماعي مُهم، يساعد على المزيد من الاندماج في المُجتمعات الأخرى، وتبادل الثقافات من خلال مُتابعة ست شخصيات في آخر يوم من أيام رمضان، وكيف يقضون هذا اليوم في مُمارساتهم اليومية استعدادا لعيد الفطر.

 

 

محمود الغيطاني

مجلة "النص الجديد".

عدد يناير 2024م.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق