ربما كانت صناعة البورنو من أكثر الصناعات في
العالم جذبا لرؤوس الأموال الضخمة، فضلا عن جذبها لقطاعات كبيرة من الجمهور من
جميع المراحل العمرية الذين يتابعونها، وليس فئة الشباب فقط؛ الأمر الذي جعلها
صناعة رائجة ومُهمة مُنذ بدايات اختراع الكاميرا ومعرفة البشرية بالصورة
المُتحركة.
هذه الصناعة الرائجة، أو الشعبية تُعد من أكثر الصناعات الترفيهية، وأكثرها إثارة للجدل، سواء من الناحية الأخلاقية، أو القانونية- حيث تمنعها العديد من الدول- لكن رغم هذا المنع واللغط الكبير من حولها يؤكد لنا الواقع أنها الصناعة الأهم في العالم من حيث التداول والرواج وجذبا لرؤوس الأموال؛ الأمر الذي جعلها تكاد أن تكون المُحرك الأساس للاقتصاد في العالم؛ حيث "ذكر الكاتب الصحفي الأمريكي "إيريك شلوسر" في مُقدمة كتابه "الاقتصاد السفلي": "إن الجنس وغيره من مصادر الاقتصاد السري يُمثل جزءا حيويا من أمريكا، دوره لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه شركات أمريكية عملاقة أخرى، مثل "مايكروسوفت"، و"جنرال موتورز""[1]. كما تؤكد الإحصائيات حول صناعة البورنو في العالم بأن "الإيرادات الإباحية أصبحت أكبر من إيرادات كرة السلة، والبيسبول، وكرة القدم مُجتمعين عام 2012م؛ حيث تُواجه صناعة البورنو في الوقت الحالي إعادة هيكلة كبيرة لاقتصادياتها؛ فقد اختفت مُعظم الوسائل التي كانت تُستخدم من قبل كالمسارح الإباحية، والمطاعم الإباحية، وصناعة الـ DVD، وانخفضت أفلام البورنو التقليدية، وأصبح الاعتماد الأساس على الفيديو الرقمي. وعلى الصعيد العالمي، فإنه وفقا لـ"كاسيا وايسك" الأستاذ المُساعد في علم الاجتماع في جامعة "نيو مكسيكو"، فإن حجم صناعة البورنو بلغت 97 مليار دولار، وما بين 10 مليار إلى 12 مليار دولار تأتي من الولايات المُتحدة الأمريكية. كما تُشير تقديرات "هافينجتون" إلى أن الأعمال الإباحية حققت 10 مليار دولار في 2012م، وذكرت CNBC أن الشركات الإباحية بقيادة "مان وين"، وفيفيد إنترتينمنت" Vivid Entertainment، و"ديجيتال بلاي جراوند" Digital Playground قد حققت في 2012م إيرادات وصلت إلى 14 مليار دولار؛ وبالتالي فالإيرادات الإباحية أصبحت أكبر من إيرادات كرة السلة والبيسبول وكرة القدم مُجتمعين.
تشير التقديرات إلى أن هناك من 700 مليون إلى
800 مليون صفحة إباحية على الإنترنت، ثلاث أخماسها في الولايات المُتحدة، وهناك
تقديرات تمت في 2013م تقول: إن هناك 25 مليون موقع إباحي في جميع أنحاء العالم،
تُشكل 12% من جميع المواقع، أكبر موقع لشركة "مايند جيك" هو "بورن
هب" PornHub يقول: إن
لديه حوالي 80 مليار مُشاهدة فيديو العام الماضي، وأكثر من 18 مليار زيارة، وتقول
شركة "مايند جيك" بأن مواقعها تخدم أكثر من 100 مليون زائر يوميا،
وتستهلك 1.5 تيرابايت من البيانات في الثانية الواحدة، بما يكفي لتحميل 150 فيلما
روائيا. مُمثلة البورنو السنغافورية أنابيل تشونج
يقول "سيباستيان أنتوني" الذي يكتب لـ"إكستريم تك" Extrem Teck: إن موقع "إكس فيديو" Xvideos هو من أكبر مواقع البورنو على الإنترنت، ويتلقى 4.4 مليار مُشاهدة للصفحات، و350 مليون زيارة كل شهر، واستنادا إلى بيانات "جوجل" فإن أربعة أخرى من أكبر خمسة مواقع إباحية قد بلغ عدد مُشاهداتها كالتالي: PornHub 2.5 مليار مُشاهدة شهرية، Youporn 2.1 مليار مُشاهدة شهرية، Tube8 970 مليون مُشاهدة شهرية، Livejasmin 710 مليون مُشاهدة شهرية""[2].
لعل مثل هذه الإحصائيات تُدلل لنا على ضخامة اقتصاديات هذه الصناعة التي باتت من أهم الاقتصاديات التي تُحرك سوق الاقتصاد في العالم، وتُساهم بقدر كبير في اقتصاديات الدول التي تقوم بإنتاج هذه الصناعة.
تهتم صناعة البورنو بتحقيق جميع الخيالات والأنماط الجنسية Sexual Fantasy التي من المُمكن أن يتخيلها بشر؛ وبالتالي فهي تعمل على إرضاء جميع الأذواق، سواء كانت هذه الأذواق طبيعية، أم تحتمل المزيد من الشذوذ والتطرف؛ لذلك نرى الكثير من الأفلام التي قد تُقدم العنف، أو السادية، أو المازوخية، أو الجنس مع الحيوان، أو المثلية وغير ذلك الكثير من الأنماط الجنسية التي يمكن أن يصل إليها الخيال الجنسي؛ من أجل إرضاء جميع الاتجاهات التي قد يفكر فيها جمهورها العريض على مستوى العالم.
لكن، هل صناعة البورنو مُجرد شكل من أشكال الجنس المحض، أم أنها مُجرد صناعة ترفيهية بالفعل؟
تقول مُمثلة البورنو الهولندية Bobbi Eden بوبي إيدن، التي بدأت عملها في هذا المجال وهي في الحادي والعشرين من عمرها: "البورنو وسيلة ترفيهية لا علاقة لها بالمُمارسة الجنسية والعلاقات العاطفية، وما أقدمه هو الترفيه- الإنترتينمنت- وهذا يختلف كليا عن الدعارة"[3].
إن فكرة ارتباط البورنو بالدعارة هي فكرة خاطئة يفكر فيها الكثيرون ممن يستهلكون هذه الصناعة؛ ولعل الدليل على ذلك أن الكثيرين من رواد هذه الصناعة باتوا ينظرون إليها، ويفلسفونها لدرجة أنها قد امتلكت مجموعة من المبادئ لدى البعض منهم، ولعلنا نذكر في هذا السياق مُمثلة البورنو السنغافورية Annabel Chong أنابيل تشونج التي شاركت بالتمثيل في "فيلم "أكبر حفلة جنس جماعي في العالم"، حيث توالى على مُمارسة الجنس عليها أو معها 251 شخصا بالتتابع؛ فنراها تُفسر ذلك تفسيرا لا علاقة له بالجنس بقدر ما له علاقة بالنضال النسوي، أو ما يُسمى بالفيمينزم Feminism؛ فتقول: لقد أردت أن أمحو صورة الرجل المُسيطر، ففي هذا الشريط لم أكن لعبة جنسية ممنوحة لكل هؤلاء الرجال، بل إن فردانية هؤلاء الرجال هي التي اختفت؛ ومن ثم تفوقهم؛ لأنهم تحولوا إلى مُجرد أرقام في طابور يسهل معه تغييرهم الواحد تلو الآخر. في الواقع لقد كان اشتغالي بهذا الشريط تتويجا لمُنطلقٍ واختيارٍ سياسيين في مواجهة الذكورية Machisme".[4]
إذن، ومن خلال ما أدلت به المُمثلة أنابيل تشونج، فقد تحول الجنس من أداء فعلي/ فيزيقي إلى مُجرد فكرة/ ميتافيزيقي يحاول من خلاله صناعه الوصول إلى مجموعة من الأهداف وفلسفة الفعل تبعا لرؤاهم، وإن كانت هذه الفلسفة لا تُفقده في النهاية كونه فعلا ترفيهيا، أو مانحا للمُتعة للمُشاهد الذي يُقبل عليه.
كذلك لا يمكن إنكار دور
هذه الصناعة في تغيير السلوكيات الشخصية لدى الكثيرين ممن يقبلون على مُشاهدة هذه
الأفلام؛ مما يدل على أنها قادرة، فعليا، على تغيير أنماط السلوك، سواء كان هذا
التغيير بالسلب أم بالإيجاب، وفي هذا الصدد يقول البروفيسور"باتريك
بودري"، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بوردو، والباحث في المركز الوطني للأبحاث
الاجتماعية CNRS وصاحب كتاب "البورنوغرافيا وصورها": يمكن التأكيد على
أن المُشاهدة تؤثر فعلا على العلاقات الجنسية، ولو كانت تتم على فترات مُتباعدة،
وإلا كيف نُفسر مثلا نزوح النساء إلى عملية حلاقة جهازهن التناسلي؟ لا بد أن يكن
قد شاهدن ذلك في مكان ما. وفي نفس المنحى لاحظنا أن 45% من النساء الفرنسيات
اللائي ينتمين إلى الفئة العمرية (25- 44) سنة يمارسن الجنس من الدبر La Sodomie، كل ذلك لن
يكون إلا نتيجة للبورنو الذي تسبب في تسطيح هذا النوع من المُمارسات الجنسية.مُمثلة البورنو الهولندية بوبي إيدن
أي أن الأفلام البورنوغرافية بالفعل قادرة على التأثير، والتغيير في المُجتمعات بأي شكل ترغب فيه، ومن هنا تأتي أهمية هذه الصناعة التي لا تكتفي فقط بإرضاء كل الأذواق، وتقديم كل أنواع التخيلات الجنسية المُمكنة، بل تعمل أيضا على التوجيه والتغيير في أنماط السلوك المُختلفة، فضلا عن كونها صناعة ترفيهية كبرى تسود العالم كله بلا استثناء.
نتيجة لمثل هذه التوجهات من قبل صناع البورنوغرافيا؛ فلقد نشأت العديد من شركات الإنتاج المُختلفة في توجهاتها؛ فإذا كانت صناعة البورنو مُنذ نشأتها مع ظهور الكاميرا والصورة المُتحركة قد ركزت في الأساس على الفعل الجنسي المُباشر من دون أي مُقدمات، أو أي شكل من أشكال القصص أو التخيل، أي أنها اهتمت بالغريزة في المقام الأول؛ فلقد تطورت هذه الصناعة كثيرا في السنوات الأخيرة لدرجة تقديم أفلام روائية طويلة تحتوي على العديد من القصص التي يتخللها الجنس؛ فرأينا العديد من الأفلام التي تدور في الفضاء مع كائنات من كواكب أخرى، أو أفلام تدور في البحار على ظهر السفن مُصورة مجموعة من القراصنة التي اختطفت إحدى السفن، وغير ذلك من الأفلام، وربما كانت محاولة هذه الصناعة الاتجاه بنفسها نحو المزيد من الجدية وجذب المزيد من الجمهور ومحاولة إرضائه، بل وإكسابها المزيد من التفلسف والمبادئ؛ هو السبب في نشأة المزيد من شركات الإنتاج التي تسير بالصناعة في اتجاه يختلف عن المُعتاد في الصناعة الكلاسيكية التي اعتدنا عليها، وهو ما رأيناه مثلا مع شركة "بوسي بوور" التي تقول رئيستها "لين بورجلوم": "إن مُعظم الأفلام الجنسية تبقى إنتاجا ذكوريا موجها للذكور؛ مما ولد لدي إحساسا بالجور، خصوصا وأن نصف سكان العالم من النساء، من هذا المُنطلق جاءت فكرة الميثاق الذي يهدف إلى منح النساء أفلام تثير امتعاضهن بشكل أخف. وقد جاء في هذا الميثاق الذي أشارت له "لين بورجلوم"، وهو الميثاق الخاص بشركتها: للنساء رغبة أكيدة في مُشاهدة الإيروتيزم والبورنوغرافي شريطة تقديمها بشكل يثيرهن بدلا من إثارة قرفهن، وتتأطر إنتاجات "بوسي بوور" وفق الشروط التالية: لا بد من وجود حكاية، فلن نرى مشهدا لأشخاص غير معروفين يتوجهون إلى السرير مُباشرة لمُمارسة الجنس من دون الإشارة الواضحة إلى أن ذلك يستجيب لمُتخيل جنسي لأحدهم، كما يجب أن تستجيب الأفلام أولا للرغبة الجنسية للنساء، ويجب إظهار صور تُعيد الاعتبار للجسد ولمناطقه الإيروتيكية؛ فنحن نهدف إلى إبراز كل ما هو جميل في الجسد، خاصة الجسد الذكوري الذي يمكنه أيضا أن يكون شيئا جنسيا مُثيرا، ولا يجب إظهار النساء وهن يتعرضن لضغوطات أو مُمارسات عنيفة ضد إرادتهن، لكن يمكن تصوير تمثلات نسوية، مثل الإجبار على مُمارسة الجنس مع طرف غريب، شرط الإشارة الواضحة إلى أن ذلك تصوير لتمثل نسوي، ولا نحب المشهد الذي تضطر المرأة من خلاله إلى امتصاص قضيب الرجل، مع ما يُصاحب ذلك من جذب لشعرها وسيلان السائل المنوي على وجهها"[5].
إذا كان هذا هو الميثاق
الذي نشأت على أساسه شركة "بوسي بوور" من أجل صناعة أفلام بورنوغرافية
مُخالفة لما عهدناه في صناعة البورنو؛ فهذا يُعد تطورا جديدا في مجال هذه الصناعة،
ومحاولة تأطيرها بإطار جديد من الشروط، سواء كانت هذه الشروط نسوية/ تنتصر للمرأة،
أو إطارا فكريا مثلما رأينا في حديث المُمثلة "أنابيل تشونج"، أي أن
الصناعة التي كانت تهدف في المقام الأول إلى إرضاء جميع التخيلات الجنسية المُمكنة
باتت تفرض شروط العاملين فيها وثقافاتهم على المُشاهد الذي قد ينصاع إلى الشكل الجديد
من الصناعة، أو ينكص إلى الشكل الكلاسيكي منها الذي يُرضي رغباته مهما كانت خارجة
عن المألوف؛ خاصة أن الشكل الجديد من الصناعة يتصادم مع شكلها الكلاسيكي ويعمل على
نفيه؛ ففي الوقت الذي نرى فيه الشكل الجديد لا يميل إلى أفلام العنف الجنسي مع
المرأة مثلا، نرى في المُقابل الشكل الكلاسيكي منها حريص على هذا في جزء منه، وهي
الأفلام التي تُسمى Hogtied حيث يُمارس كل أشكال العنف على جسد المرأة في هذا الشكل من
الأفلام من تقييد وتعذيب والحرق بالشموع وإدخال الأدوات الجنسية فيها وغير ذلك.
وبما أن الصناعة حريصة على إرضاء كل الأذواق والرغبات؛ فلقد كان هناك ما يُقابل
هذه النوعية من الأفلام وهي الأفلام التي تُسمى Femdom حيث تُمارس
كل هذه الأفعال على الرجل، في المُقابل، من قبل المرأة حتى إدخال الأعضاء الجنسية
في فتحاته التناسلية أيضا، بل وقيام المرأة بدور الرجل، في هذا الإطار، بلبس الأعضاء
الجنسية الذكورية واختراق شرج الرجل الذي لا حول له ولا قوة، فيبدأ فيما بعد
بالاستمتاع بالخضوع لها! أي أن الصناعة الكلاسيكية التي كانت تحاول تقديم كل ما
يمكن أن يتخيله المُشاهد من شطحات جنسية لإرضائه بدأت تتصادم مع الشكل الجديد من
هذه الصناعة التي ترغب في تأطيرها بأطر فكرية وثقافية مُختلفة تخضع لثقافة الصُناع
وليس لثقافة وتخيلات المُستهلك.أنابيل تشونج
تكاد تكون صناعة البورنو من أضخم وأهم الصناعات المُحركة لرؤوس الأموال في العالم، ورغم أن النسبة العظمى من سكان الكرة الأرضية يستهلكون هذه الصناعة من خلال مُشاهدتهم لها، سواء كان في العلن أو الخفاء، إلا أنها تلاقي حتى اليوم الكثير من الجدل والخلافات من حولها، والمُناداة بتقييدها إلى أقصى الحدود، بل ومحاولة منعها. ويرى قطاع كبير من هؤلاء المُستهلكين لها أن مُجرد الحديث عنها من الأمور المُخجلة التي يمتنعون عن الخوض فيها رغم استهلاكهم شبه اليومي لها.
في هذا المقال اهتممنا بتقديم معلومات أولية عن تاريخ هذه الصناعة، وبعض المعوقات التي لاقتها مُنذ بدأت مع صناعة الكاميرا والصورة المتحركة.
الفيلم البورنوغرافي:
يُسمى أيضا الفيلم الجنسي، وهي الأفلام التي تُقدم موادا جنسية صريحة؛ بغرض الشهوة الجنسية، والإثارة المُرضية لمن يشاهدونها، والأفلام البورنوغرافية هي التي تُقدم التخيلات الجنسية المحتوية على المواد المُحفزة جنسيا، مثل العري، وفي مُعظم الأحيان ما يكون هناك تمييزا بين الأفلام المُثيرة erotic films، والأفلام البورنوغرافية pornographic films، باعتبار أن الأخيرة تحتوي على جنس أكثر وضوحا، وعادة فهي لا تحاول ادعاء أي جدارة فنية، أو شكل جمالي.
يتم إنتاج الأفلام البورنوغرافية، وتوزيعها من خلال مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام، وهذا يتوقف على مدى الحاجة، أو الطلب، كما يعتمد على وسائل التكنولوجيا المُتاحة، بما في ذلك أيضا الفيلم التقليدي المخزون في أشكاله المُختلفة، سواء كان في شكل فيديو، أو عن طريق العرض المنزلي، أو على اسطوانات الـDVD، أو التحميل من خلال الإنترنت، أو من خلال قنوات الكابل cable، أو غيرها من وسائل الإعلام.
أما اليوم فالأفلام البورنوغرافية من المُمكن بيعها، أو تأجيرها على اسطوانات الـDVD، كما هو موضح من خلال شبكة الإنترنت، والقنوات الخاصة، وكذلك الدفع في مُقابل العرض على قنوات الكابل cable، أو الأقمار الصناعية، وكذلك على مسارح البالغين، أو الراشدين.
تم
إنتاج الأفلام ذات المحتوى الفاضح مُنذ اختراع الصورة المُتحركة عام 1880م، ولقد
كان إنتاج مثل هذه الأفلام مُربحا جدا، ولقد بدأ عدد من المُنتجين مُنذ ذلك الوقت
التخصص في إنتاجها، ولكن رغم ذلك، كان هناك مجموعات مُختلفة من داخل المُجتمع،
اعتبرت مثل هذا التصوير لا أخلاقي، واصفة هؤلاء المُنتجين بالإباحية، كما حاولت
هذه الجماعات المُجتمعية قمع هؤلاء المُنتجين بمُوجب قوانين الفحش، أو مقاومة
الإباحية، وقد نجحوا في ذلك بدرجات متفاوتة بالفعل، ولقد استمرت مثل هذه الأفلام في
الإنتاج، ولكن كان يمكن توزيعها، فقط، من خلال قنوات سرية، أو تحت الأرض؛ لأن
مُشاهدة مثل هذه الأفلام يُعد وصمة عار اجتماعية، وكانت تتم مُشاهدة هذه الأفلام
في بيوت الدعارة، أو دور السينما أو المسارح الخاصة بالكبار، أو الحفلات الخاصة
فقط بالرجال، أو في المنازل، أو النوادي الخاصة، وكذلك في دور السينما الليلية.بوبي إيدن
يُعد عام 1970م، فقط، هو العام الذي كانت فيه أفلام البورنوغرافيا تكاد أن تكون أفلاما شبه شرعية، وقبل عام 1980م، حققت البورنوغرافيا على الفيديو المنزلي توزيعا على نطاق واسع جدا، ولكن تصاعد واتساع وجود الإنترنت في أواخر 1990م، وفي وقت مُبكر من العام 2000م، جعل طرق توزيع الأفلام البورنوغرافية تتغير تماما، وقد ساعد على ذلك، تعقد الأنظمة الرقابية من حول العالم، وكذلك المُلاحقة القانونية لمن يقوم بالترويج للفاحشة.
تعريف أفلام البورنو:
الإباحية Pornography - كوسيط- غالبا ما يُشار إليها باسم "بورنو" porn، ويُشار إلى الأعمال الإباحية أيضا بأنها "بورنو" porno، والأسماء الأقدم لصناعة الأفلام البورنوغرافية تشتمل على "ستاج فيلم" stag film، و"الفيلم الأزرق" blue movie، ويُشار إلى الصناعة ككل بكلمة "أفلام الراشدين" adult films، والتي هي جزء من الترفيه الخاص بالراشدين.
تصنيف أفلام البورنو:
عادة ما يتم تصنيف الأفلام الإباحية إما أنها أفلام شهوانية softcore، أو أفلام النيك الشديد hardcore pornography، ولكن بشكل عام، فالأفلام الشهوانية softcore هي الأفلام التي لا تصور النشاط الجنسي الصريح، والدخول الجنسي للأعضاء، أو الشهوة الجنسية المُتطرفة، أو الكاملة، وهذا اللون من الأفلام بشكل عام يحتوي على عري، أو عري جزئي في أوضاع جنسية مُوحية، أما أفلام النيك الشديد hardcore pornography فهي الأفلام التي تصور اختراق الأعضاء الجنسية، أو دخولها، أو الشهوة الجنسية المُتطرفة، أو الاثنين معا، وهي تحتوي على أنشطة جنسية مُصورة، ودخول مرئي للأعضاء الجنسية، كما يتسم العمل البورنوغرافي A pornographic work - كما أفلام النيك الشديد hardcore ، في حالة لو احتوى على مواد صريحة.
يتم تصنيف الأفلام الإباحية بشكل عام- في الأنواع الفرعية- التي تصف الخيال الجنسي الذي يحاول الفيلم، ومُخرجه أن يخلقه، ويقدمه، ويمكن أيضا أن تُصنف الأنواع الفرعية لأفلام البورنو من خلال خصائص أو نوع المُمثلين، أو نوع النشاط الجنسي الذي يركز عليه الفيلم، وليس بالضرورة أن يكون التصنيف قائما على نوع السوق الذي يطلب هذه الأفلام، والأنواع الفرعية لأفلام البورنو عادة ما تتوافق مع اتفاقيات مُعينة، ويمكن لكل منها أن يناشد جمهورا مُعينا.
السنوات الأولى لصناعة الجنس: القرن الـ19:
بدأ إنتاج الأفلام المُثيرة erotic films على الفور تقريبا، بمُجرد اختراع الصورة المُتحركة، وكان اثنان من أقرب الرواد الفرنسيين، وهما أوجين بيرو Eugène Pirou، وألبرت كيرشنر Albert Kirchner هما من قاما بذلك، ولقد قام كيرشنر- تحت اسم مُستعار وهو لير Léar - بإخراج أوائل الأفلام الإيروتيكية- الشهوانية- لبيرو، والتي ما زالت باقية. في عام 1896م، أخرج كيرشنر فيلما لمُدة سبع دقائق، وكان اسمه Le Coucher de la Mariee، وهو الفيلم الذي أدى فيه المُمثل لويز ويلي Louise Willy دور مُتعرٍ في الحمام، أما صُناع الأفلام الفرنسيين الآخرين فقد اعتبروا أن الأرباح من المُمكن صناعتها من خلال هذه النوعية من الأفلام الفاضحة، التي تعري وتعرض أجساد النساء.
في عام
1896م أيضا، قُدمت رقصة فاطمة Fatima's Coochie-Coochie Dance وهي الرقصة الشهيرة لراقصة اسمها فاطمة، والتي تُعد من
رقصات البورنو الشهيرة، كفيلم قصير يتم عرضه على المسارح الرخيصة التابعة لشركة nickelodeon، والذي أدته راقصة اسمها فاطمة، ولقد كان هذا الفيلم من أوائل
الأفلام التي تم إحصائها، كما تمت مُراقبة حركات حوضها أثناء هذا الرقص المُتهتك
الشبيه برقصة الأفاعي، حيث كان الراقصون يلتفون حول بعضهم البعض، حتى أن هذا
الفيلم كان من أوائل الأفلام التي تعرضت لها الرقابة في مثل هذا الوقت، ولقد كان
هناك بالفعل العديد من الأفلام الفاضحة التي أدتها راقصات مُتميزات، وفي نفس
العام، احتوى فيلم The May
Irwin Kiss أول قبلة في
فيلم يتم تصويره، وهو الفيلم الذي لم تتجاوز مُدته أكثر من سبع وأربعين ثانية فقط،
والذي ظهر فيه زوجان شديدا القرب مُشتبكان بلسانيهما، كي يلي ذلك نكزة قصيرة جدا
على الشفاه، وهو الفيلم الذي كشف أسرار القبلة، ولقد تم استنكار مشهد التقبيل؛
باعتباره صدمة فاحشة وبذيئة لرواد السينما الأوائل، كما تسبب هذا المشهد في دعوة
الكنيسة الرومانية الكاثوليكية للرقابة والإصلاح الأخلاقي؛ لأن التقبيل في الأماكن
العامة، في ذلك الوقت، كان من المُمكن أن يؤدي بفاعليه إلى المُحاكمة، ولعله- في
تحد واضح- وللمزيد من توابل الفيلم، تم اتباع هذا الفيلم بالمزيد من القبلات
المُقلدة، بما في ذلك فيلم "قبلة في النفق" The Kiss in the Tunnel عام 1899م، وفيلم "القبلة" عام 1900م، وهنا تم
استخدام طريقة A
tableau vivant style التي تعني
(تكوين صورة تكاد تكون ثابتة من المُمثلين بالوضع الذي يريدونه حتي يمكنهم الهروب
من الرقابة، باعتبار أن الوضع الثابت يتشابه إلى حد كبير مع اللوحات الفنية، على
خلاف الصورة المُتحركة في السينما التي تمنعها الرقابة)؛ ومن ثم استخدام هذه
الطريقة في الفيلم القصير "ولادة اللؤلؤة" The Birth of the Pearl عام 1901م، وهو الفيلم الذي ضم مُمثلا شابا لم يتم ذكر اسمه ذا
شعر طويل، ويرتدي شرابا بلون الجسم في مشهد أولي مُباشر، وهذا ما أدى إلى تقديم
وجهة نظر استفزازية للجسد الأنثوي، ولقد كانت وقفته على غرار لوحة بيتوشيللي Botticelli المُسماة بميلاد فينوس.أنابيل تشونج
في النمسا، تم تنظيم السينما كمسارح ليلية للرجال فقط، وقد أُطلق على هذه المسارح اسم Herrenabende، حيث يتم تقديم عروض للكبار فقط، ولقد قام يوهان شوارزر Johann Schwarzer الذي أسس شركة "زحل للإنتاج السينمائي" Saturn-Film production company بإنتاج 52 فيلما إيروتيكيا في الفترة من 1906م حتى عام 1911م، والتي كان كل منها يحتوي على شابة محلية عارية تماما؛ ليتم عرضها في تلك العروض، ولكن قبل شركة شوارزر للإنتاج السينمائي Schwarzer's productions قُدمت الأفلام الإيروتيكية من قبل "الإخوة باثي" the Pathé brothers والذين كانوا مصادر إنتاج فرنسية، وفي عام 1911م، تم حل شركة زحل للإنتاج السينمائي البورنوغرافي Saturn-Film production company من قبل السُلطات الرقابية التي دمرت كل الأفلام الإيروتيكية التي أمكن لها العثور عليها في حوزة الشركة، ولكن رغم ذلك، ومُنذ هذا الحين عادت العديد من المجموعات الخاصة للظهور مرة أخرى، حتى أنه كان هناك عددا من الأفلام الأمريكية في عام 1910م التي احتوت على الكثير من النساء العاريات فيها.
بما أن بيرو Pirou غير معروفة تقريبا كمكان لصناعة البورنوغرافيا؛ فقد كانت تُمنح الائتمانات للأفلام الأخرى؛ لتكون هي الأولى، أو في المُقدمة، وفي كتاب الأبيض، والأسود، والأزرق Black and White and Blue: Erotic Cinema from the Victorian Age to the VCR عام 2008م، لمُؤلفه ديف تومسون واحدة من أكثر المحاولات العلمية لتوثيق أصول السرية في تجارة الـ stag film الخاصة بالبورنو، ويروي ديف تومسون Dave Thompson الكثير من الأدلة على أن هذه الصناعة الأولى قد نشأت في بيوت الدعارة في بيونس آيرس Buenos Aires وغيرها من مُدن أمريكا الجنوبية قبل مطلع القرن العشرين، وسُرعان ما انتشرت من خلال وسط أوروبا في السنوات القليلة التالية، ومع ذلك فإن أيا من هذه الأفلام البورنوغرافية المُبكرة لم يُعرف عنه أنه قد نجا وفقا لبيانات فيلم باتريك روبنسون Patrick Robertson's Film Facts، والصورة الحية/ المُتحركة من الصور البورنوغرافية المُبكرة التي يمكن، بالتأكيد، أن تكون مُؤرخة هي A L'Ecu d، أو ou la bonne auberge، وقد صُنع في فرنسا عام 1908م، والذي يصور مُؤامرة جندي ضجر لديه موعدا غراميا مع خادمة في نزل- فندق صغير.
الأرجنتيني إل ساتيرو الذي ربما يكون لقبه El Sátiro (الشبق) The Satyr (نسبة إلى إله إغريقي)، ربما يكون أقدم في الصناعة، حتى أنه كان مُؤرخا له في مكان ما في الفترة من 1907م حتى 1912م، ويُلاحظ أيضا أن الأفلام البورنوغرافية الأقدم الباقية ترد في مجموعة كينزي الأمريكية، وأحد هذه الأفلام يوضح كيف تم تأسيس الاتفاقيات الخاصة بأفلام البورنوغرافيا المُبكرة، أما الفيلم الألماني Am Abend 1910م، والذي كان عبارة عن عشر دقائق فقط، فهو يبدأ بامرأة تُمارس العادة السرية وحيدة في غرفة نومها، ويتطور الأمر إلى مشاهد لها مع رجل يؤدي معها العديد من مشاهد الجنس المتوالية، من جنس فموي بلسانه، ثم اختراقه لها بدخوله شرجها.
1920- 1940م: سنوات القمع:
وُجدت الأفلام البورنوغرافية على نطاق واسع في عهد السينما الصامتة عام 1920م، وكثيرا ما تم عرضها في بيوت الدعارة، وبشكل غير قانوني في حفلات السمر، أو الأفلام الزرقاء كما كان يُطلق عليها قديما، وقد تم إنتاجها تحت الأرض، أو في سرية من قبل مجموعة من الهواة لسنوات عديدة تبدأ من عام 1940م، كما كان تجهيز الفيلم يستغرق وقتا طويلا، ومواردا كبيرة، مع الأشخاص الذين كانوا يستخدمون أحواض الغسيل من أجل تحميض ومُعالجة الأفلام ومادتها الخام (وهو أمر مُرتبط غالبا بالجريمة المُنظمة)، ثم تم تعميم توزيع هذه الأفلام بصورة سرية، أو عن طريق مندوبي المبيعات، أو المُسافرين والباعة الجائلين، ولكن مُشاهدة هذه الأفلام معهم، أو معرفة حيازتهم لها كان يضعهم في خطر السجن.
1950م: أفلام الخمسينيات المنزلية:
شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الكثير من التطورات التكنولوجية التي زادت من حافز نمو صناعة الأفلام، من خلال آليات السوق، وصُناع الأفلام الهواة، وخاصة تلك الأفلام المُقدمة على شريط 8 مليمتر، وسوبر 8 بمقاييس صناعة الأفلام، وهو الشكل الأكثر شيوعا لسوق الفيديو المنزلي، وهنا ظهر أصحاب المشاريع؛ من أجل تلبية الطلبات الزائدة في بريطانيا في عام 1950م، وقد أنتجت شركة "هاريسون ماركس" Harrison Marks لمالكها جورج هاريسون ماركس (6 أغسطس 1926م-27 يونيو 1997م) الأفلام التي كان يتم اعتبارها أفلاما فاضحة، وهي الأفلام التي يتم وصفها اليوم باعتبارها أفلاما شهوانية soft core، وقد كان ذلك في عام 1958م، وقد قام هاريسون بصناعة هذه الأفلام كامتداد للمجلات التي كان يمتلكها، حيث كان مصورا فوتوغرافيا للصور العارية Nude art، ثم تحول إلى مُخرج لأفلام العري، ومُخرج لصناعة أفلام البورنوغرافيا فيما بعد، ولقد بدأ ماركس في صناعة الأفلام القصيرة للسوق على شريط 8 مليمتر مُستخدما الموديل العارية، أو العاريات الصدر، وهي الأفلام المعروفة شعبيا باسم "إغراء الأفلام المنزلية" glamour home movies لماركس، وقد كان مُصطلح glamour/ سحر أو إغراء، كناية عن الموديل العاري/ التصوير الفوتوغرافي.
1960م: أوروبا والولايات المُتحدة الأمريكية:
كانت أفلام الجنس أكثر وضوحا في القارة
الأوروبية ابتداء من عام 1961م، وقد كان المُخرج البورنوغرافي، والمُنتج، وكاتب
السيناريو، والروائي، والباحث الحاصل على شهادة في القانون من جامعة ميلانو، لاسي
براون Lasse
Braun، رائدا في
جودة المنتوجات الملونة في ذلك الوقت، في الأيام الأولى لهذه الصناعة، هذه
المنتوجات التي وُزعت من خلال الاستفادة من الامتيازات الدبلوماسية لوالده، وقد
كان لدى براون المقدرة على تجميع الأموال اللازمة لإنتاجه الضخم من الأرباح التي
يكسبها مع ما يُسمى حلقات، أو أفلام النيك الشديد hardcore movies لمُدة عشر دقائق، وهي الأفلام التي باعها لروبين
ستورمان Reuben
Sturman والتي قام
بتوزيعها على 60000 عرض أمريكي مُختلف، وقد كان براون دائم الحركة والنشاط، من أجل
وجود أفلام النيك الشديد hardcore movies في عدد مُختلف من
البلدان، بما في ذلك إسبانيا، وفرنسا، والسويد، والدانمارك، وهولندا.بوبي إيدن
في عام 1960م، بدأت المواقف الاجتماعية والقضائية باتجاه التصوير الصريح للحياة الجنسية في التغير، فعلى سبيل المثال، الفيلم السويدي I Am Curious أنا فضولية أو(الأصفر) 1967م، الذي احتوى على الكثير من المشاهد العارية الصريحة ومُحاكاة المُمارسات الجنسية، فعلى سبيل المثال في مشهد واحد مُثير للجدل بشكل خاص في هذا الفيلم تقوم "لينا" بتقبيل عشقيها الرخو القضيب، وقد عُرض هذا الفيلم في دور السينما السائدة في هذا الوقت، ولكن في عام 1969م، تم حظر الفيلم في ولاية Massachusetts ماساشوستس الأمريكية بزعم كونه فيلما إباحيا pornographic، وقد تم تحدي هذا الحظر في المحاكم مع المحكمة العليا في الولايات المُتحدة الأمريكية، وفي نهاية المطاف تم إعلان أن الفيلم لم يكن فيلما فاحشا؛ وهو الأمر الذي مهد الطريق لغيره من الأفلام الجنسية الصريحة فيما بعد، أما الفيلم السويدي الآخر Language of Love لغة الحب عام 1969م، كان فيلما جنسيا صريحا أيضا، لكنه تم تأطيره باعتباره فيلما شبه وثائقي، أو فيلما من أجل تعليم الجنس، وهو الأمر الذي جعل وضعه القانوني غامضا، رغم إثارته للكثير من الجدل.
في عام 1969م، صارت الدانمارك أول دولة تقوم بإلغاء جميع قوانين الرقابة؛ لتمكين المواد البورنوغرافية، بما في ذلك مواد النيك الشديد البورنوغرافية hardcore pornography، وهو المثال الذي تم اتباعه بالتساهل في هولندا كذلك عام 1969م، وقد كان هناك انفجارا للمواد الإباحية التي يتم إنتاجها تجاريا في هذه البُلدان، بما في ذلك – في البداية- الصور الإباحية للأطفال، والبورنوغرافيا البهيمية، أو نيك الحيوانات bestiality porn، وهنا سيكون وضع صُناع البورنو وضعا قانونيا، ولم يكن هناك نقصا في رجال الأعمال الذين استثمروا في المصانع، والمُعدات لإنتاج أعمال جماهيرية ورخيصة وذات جودة في نفس الوقت، كميات هائلة من هذه المواد البورنوغرافية الجديدة، سواء كان في ذلك المجلات، أو الأفلام في حاجة إلى تهريبها لأجزاء أخرى من أوروبا، حيث يتم بيعها under the counter تحت الطاولة، أو في السر، وفي أحيان أخرى يتم عرضها على أعضاء النوادي السينمائية فقط.
أما في الولايات المُتحدة الأمريكية فقد شكل مُنتجو الأفلام البورنوغرافية جمعية السينما الأمريكية للبالغين Adult Film Association of America في عام 1969م، للقتال ضد الرقابة، والدفاع عن هذه الصناعة ضد الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب الفعل الفاضح.
1970م: مسارح البالغين ومقصورات الفيلم في الولايات المتحدة:
في عام 1970م كان هناك موقفا قضائيا أكثر تسامحا للأفلام غير السائدة، ومع ذلك، لم تكن دور العرض السائدة هي المكان الأمثل لعرض الأفلام الشهوانية softcore films حيث رفضت عرضها، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير، وازدهار في دور العرض المُتخصصة في عرض هذه الأفلام في الولايات المُتحدة، وغيرها من البلدان الأخرى، كما كان هناك أيضا لونا من ألوان الانتشار لهذه الأفلام عن طريق استخدام قطع العُملة المعدنية، وهي ما أُطلق عليها اسم "أكشاك الأفلام" movie booths في محلات الجنس التي قامت بعرض حلقات بورنوغرافية (سُميت هكذا لأنهم عرضوا لقطة (فيلم) من فيلم رُتب في حلقات مُستمرة).
وقد بدأت الدانمارك في إنتاج الأفلام الجنسية الكوميدية ذات الميزة المسرحية المُميزة من خلال الميزانيات الكبيرة نسبيا، مثل فيلم Bordellet 1972م، والأفلام التي أطلقوا عليها اسم "أفلام البد سايد" the Bedside-films (1970- 1976م)، و"أفلام الزودياك" the Zodiac-films (1973-1978م)، والتي قام ببطولتها مشاهير المُمثلين (عدد قليل منهم قاموا بأداء مشاهدهم الجنسية الخاصة)، وكانوا في العادة لا يفكرون فيها باعتبارها أفلاما بورنوغرافية؛ رغم أن هذه الأفلام المُبكرة من أفلام "البد سايد" the Bedside-films كانت تحتوي على مشاهد النيك الشديدhardcore pornographic scenes، كما أن العديد من هذه الأفلام لا تزال تحتل مرتبة مُتقدمة من بين أكثر الأفلام مُشاهدة في التاريخ السينمائي الدانماركي، وبقيت كلها من الأفلام المُفضلة في قائمة الفيديو هوم home video، أو أفلام العرض المنزلي على شرائط فيديو.
محمود الغيطاني
مجلة "نقد 21"
عدد مارس 2022م
من كتاب "تاريخ صناعة البورنو" للمُؤلف "قيد الإنجاز"
[1] انظر مقال "اقتصاديات الإباحية Pornography: صناعة تتجاوز مليارات الدولارات"/ للكاتب أشرف إبراهيم/ موقع ساسة بوست/ 22 مايو 2016م.
[2] انظر المصدر السابق/ مصدر سبق ذكره.
[3] انظر الحوار الذي أجرته آنا روزالس مع المُمثلة والمنشور في موقع Imarabic.com/ بتاريخ 29 مايو 2014م.
[4] انظر مقال "حول علاقة البورنوغرافيا بالسينما الكلاسيكية: انتصار للحرية أم هزيمة للواقع الأخلاقي؟"/ ترجمة أوشن طارق/ مجلة الفن السابع/ العدد الثلاثون/ مايو 2000م/ السنة الثالثة/ المجلة ص 23.
[5] انظر المرجع السابق/ المجلة ص 24.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق