الثلاثاء، 13 أغسطس 2024

إنه تنين: قصة حب أسطورية بين فتاة ووحش!

إن الأفلام التي يتم تصويرها بتقنية الـ 3D تكون في الغالب الأعم منها مُجرد أفلام مُعتمدة على التكنولوجيا والتنفيذ بالكمبيوتر؛ من أجل إيجاد المُؤثرات البصرية والسمعية التي لا بد لها من إبهار المُشاهد؛ لذلك فإن مُعظم قصص هذه الأفلام تميل إلى التصور الفانتازي كأن تُقدم لنا التنانين التي تنفث النيران من أفواهها، أو الديناصورات الضخمة، أو غيرها من الكائنات الخيالية، أو حتى أفلام الرعب التي تصور الماورائيات للمزيد من الإيهام والتأثير على المُتلقي الذي يغرق بحواسه بالكامل فيما يراه أمامه على الشاشة وكأنه يحدث حوله بينما هو في وسط الأحداث والكائنات الغريبة؛ لذلك فهذه الأفلام، بالنسبة للمُشاهد، هي مجرد أفلام لإزجاء وقت الفراغ والتسلية فقط، أي أنها لا تُقدم لنا في النهاية سينما جادة، ولا تعمل على نقاش حكاية واقعية، كما أنها لا تعتمد على الفنيات السينمائية بقدر اعتمادها على التكنولوجيا في المقام الأول- بمعنى أن تكون الكائنات، وأماكن التصوير مصنوعة بالكمبيوتر وليست حقيقية- ومن المُمكن جدا والوارد تحويل مثل هذه الأفلام إلى أفلام تحريك؛ لا سيما أنها تتناسب إلى حد بعيد في قصصها- في غالب الأمر- مع أفلام التحريك التي تلقى الكثير من القبول لدى الصغار.

ربما لهذا السبب فإن المُقبل على مُشاهدة الفيلم الروسي I am Dragon أنا تنين، أو Ондрако́н إنه تنين حسب العنوان الأصلي للفيلم في اللغة الروسية- لاحظ أن العنوان في الروسية حينما نترجمه يعني "إنه تنين"؛ ولذلك نرى أن العنوان الروسي أفضل في المعنى والترجمة، لا سيما من ناحية الصياغة، من العنوان الإنجليزي للفيلم- للمخرج الروسي Indar Dzhendubaev إندار جندوبايف سيظن، في الغالب، بأنه سيشاهد أحد الأفلام المُنخفضة المستوى من حيث التصنيف الفني لمجرد الاستمتاع وتسلية وقت الفراغ، إلا أنه في الحقيقة سيُفاجأ بفيلم جيد جدا سواء على المستوى الفني، أو على مستوى السيناريو، أو مستوى الأداء، أو حتى مستوى التنفيذ.

كما أن الفيلم يكاد أن يختلف اختلافا كبيرا عن هذه النوعية من الأفلام في السينما الأمريكية، أي أنه يمتلك خصوصيته التي تميزه عنها لا سيما أنه يقدم شيئا من الأساطير الروسية ذات المذاق الخاص، مُمتزجا بقصة لاهبة من الرومانسية؛ مما جعل الفيلم يختلف اختلافا بينا؛ وهو الأمر الذي يجعل المُشاهد مُستمتعا بالفيلم بدرجة أعلى مما نشاهده في سينما هوليوود.


يأتي الفيلم- منذ المشهد الأول- على شكل حكاية يرويها لنا رجل ما- سنعرف فيما بعد أنه أرمان/ التنين- قام بدوره المُمثل الروسي Matvey Lykov ماتفي ليكوف- عن قرية في الأيام السحيقة من الزمن- في العصور الوسطى على الأغلب- حيث كانت التنانين هي من تحكم عالم البشر، ومن أجل الحفاظ على اتزان هذا العالم كان لا بد من تقديم الفتيات الجميلات كقرابين لهذه التنانين التي يمكن لها التكاثر إلا من خلال أضحيات الفتيات العذراوات الجميلات.

لكن، ذات مرة يختطف التنين إحدى تلك الأضحيات ويطير بها بعيدا حيث جزيرته التي في قلب البحر، إلا أن الفتى الذي يحب هذه الفتاة يبحر في قلب البحر إلى أن يصل إلى جزيرة التنين، وبما أن الأسطورة تقول: إذا كان ثمة حب حقيقي بين الفتاة ومن يسعى خلفها من أجل إنقاذها؛ فهو لا بد سيصل إلى الجزيرة؛ حيث تُحاط الجزيرة بموجة كثيفة جدا من الضباب الذي يحتجزها عن الرؤية والوصول إليها؛ لذلك يصل الفتى إلى جزيرة التنين ويحاول إنقاذها، لكنه يصل مُتأخرا بعد أن يكون التنين قد قضى عليها؛ الأمر الذي يجعل الفتى يدخل معركة مصير مع التنين وينجح في قتله، وبذلك تكون قد انتهت أسطورة التنانين وسيطرتها على عالم البشر الذين يتوقفون عن تقديم الأضحيات بعد اختفاء التنانين.


بعد مرور العديد من السنوات على اختفاء التنانين يقوم الأمير- قام بدوره المُمثل الروسي Stanislav Lyubshin ستانيسلاف ليوبشين- في إحدى القرى بالاستعداد لزفاف ابنته الأميرة ميرا- قامت بدورها المُمثلة الروسية Maria Poezzhaeva ماريا بوزهايفا- التي تعشق اللعب واللهو بمُجسمات التنانين وإطلاقها في الهواء وكأنها تطير، على إيجور- قام بدوره المُمثل الروسي Pyotr Romanov بيوتر رومانوف- حفيد البطل الذي خلص البشر من التنانين، حيث نرى شقيقتها ياروسلافا- قامت بدورها المُمثلة الليتوانية الجنسية الروسية الأصل Leva Andrejevaite ليفا أندريفايت- تجملها وتعدها للزفاف بينما تلومها على لعبها بمُجسمات التنانين وتؤكد لها أنها قد كبرت ومُقبلة على حياة جديدة ولا بد لها من التخلي عن هذا الأمر، وبما أن الزوج/ إيجور هو حفيد قاتل التنانين؛ فلقد قرر الأمير أن يغني الجند أغنية استدعاء التنين كطقس من طقوس الاحتفال وتخليدا لذكرى البطل الذي قضى عليهم.


نشاهد ميرا في عرض البحيرة نائمة في قاربها، في الوقت الذي يسحبها الزوج المُستقبلي إيجور بالحبل بينما يغني الجند أغنية استدعاء التنين، وفجأة تثور الرياح الشديدة ويظهر التنين في السماء ليختطف الأميرة ويختفي بعيدا إلى جزيرته التي لا يعرف طريقها أحد.

يلقي التنين ميرا في إحدى الحُفر ويختفي؛ فتحاول أن تصعد منها، لكن ثمة كائن غريب يرهبها وتستمع إلى صوت بشري ينصحها بعدم المحاولة في الهروب أو الخروج من الحفرة؛ لأن في خروجها منها موتها. تلتفت حولها لمعرفة مصدر الصوت فتكتشف وجود ثقب في جدار الحفرة بينما على الطرف الآخر ثمة شاب وسيم يتحادث معها، حيث يخبرها بأنه سجين مثلها وأسير للتنين. تطلب منه ميرا أن يساعدها في الهروب، لكنه يحذرها ويخبرها أنه يخاف التنين، كما ينصحها بعدم محاولة الهروب عن طريق البحر؛ لأن البحر سيقتلها.


تغضب منه ميرا وتتهمه بالجبن الشديد، وتغلق الثقب الذي بينهما بحجر، بينما تحاول قص شعرها الطويل الذي يصل حتى كعبيها لاستخدامه كحبل تستطيع بواستطه الخروج من الحفرة، إلا أنها تفشل في ذلك رغم قص شعرها. يأتي إليها صوت الرجل الوسيم مرة أخرى؛ فتسأله عن اسمه، لكنه يقول لها: إنه قد نسيه؛ فتتعجب وتطلق عليه اسم أرمان باعتباره اسم يتناسب مع غرابته. وتقترب من الثقب لتمد يدها من أجل مصافحته، لكنه يندهش من رغبتها، إلا أنها تخبره أن الناس إذا ما تعارفوا؛ فهم يصافحون بعضهم البعض. حينما يمد أرمان كفه لمُصافحتها ويتلامس كفاهما يصرخ فيها مُحذرا إياها من التنين، وبالفعل يصل إليها صوت التنين المرعب ويختفي أرمان بينما يخرج من الثقب الذي بينهما اللهب الذي يُدلل على وجود التنين.


تشعر ميرا بالكثير من القلق وتناديه، وحينما لا يرد عليها تدق على الثقب بحجر كبير؛ مما يؤدي إلى انهيار صخري يفتح ثقبا أوسع في الجدار، وهو الثقب الذي يسمح لها بالمرور إلى الجهة الأخرى.

تبدأ ميرا في البحث عنه، لكنها تتواجه مع التنين الذي يطاردها محاولا قتلها ونفث الكثر من اللهب من فمه، لكنها تختفي في إحدى ثقوب الكهف الذي دخلته، وتبدأ في التسلق إلى أن تجد نفسها في برج عالٍ بينما لا يوجد أسفلها سوى البحر. يظهر أرمان فجأة وتجد معه الكائن الغريب الذي أخافها حينما كانت في الحفرة؛ فتعرف أنه كان يخدعها وأنه له علاقة بالتنين وليس أسيرا لديه، وبينما تتراجع بظهرها تهوى في الفراغ باتجاه البحر؛ الأمر الذي يجعل أرمان يلحق بها في الهواء مُمسكا إياها بينما يهويان معا، لكنها تلاحظ أن جسده يلتهب بالنار أثناء إمساكه إياها إلى أن يتحول إلى تنين ويهبط بها إلى المياه ساقطا على الصخور.


حينما تفيق ميرا تحاول قتل أرمان المغشى عليه بين المياه والأحجار بتحطيم رأسه، لكنها لا تجرؤ على فعل ذلك، بل تسعى إلى إنقاذه حينما تتأكد أن المياه ستغرقه، ويساعدها في ذلك الكائن الغريب ساحبين إياه إلى أعلى البرج الشديد الارتفاع. يعترف أرمان لها أنه هو نفسه التنين، ويحكي لها أنه حينما كان صغيرا كان طفلا مثل أي طفل يحب أباه التنين ويريد أن يصبح مثله حينما يكبر، لكنه اكتشف صندوقا بين السفن التي تتحطم على صخور الجزيرة حينما تصل إليها، وكان في هذا الصندوق بعض اللعب البشرية التي جعلته يحب عالم البشر؛ لذلك حينما حان الوقت ليتحول إلى تنين مثل أبيه رفض أن يكون كذلك، وتركه والده لرغبته، لكن ذات يوم جاء أحد الرجال وقتل أباه أمام عينيه؛ الأمر الذي جعل الحزن والغضب الشديد داخله يجعلانه يتحول إلى تنين مثله، وحينها شعر بكل ما تشعر به التنانين بسبب العوامل الوراثية ورأى كل ما يرونه ومنها حركة الهواء، لكنه حاول ألا يُخرج التنين من داخله مرة أخرى؛ الأمر الذي كان يدفعه حينما يشعر بأنه على وشك التحول بالإسراع إلى إحدى الشقوق الضيقة في الجزيرة كي يحبس نفسه فيها، ويمنع التنين من الخروج منه، لكن لأن أهل القرية غنوا أغنية استدعاء التنين في عرس ميرا؛ فقد تحول وطار إلى هناك لاختطافها، أي أنها كانت المرة الأولى التي يتحول فيها إلى تنين ويطير بعيدا عن الجزيرة.

نلاحظ أن أرمان يكاد أن يكون مُقاربا في العمر من ميرا، وهي الفترة التي ظن الناس فيها أن التنانين قد اختفت تماما من الحياة. تطلب منه ميرا أن يعيدها إلى أهلها، لكنه يخبرها باستحالة ذلك؛ لأنه إذا ما رغب في إعادتها سيخرج التنين الذي في داخله، وإذا ما حدث ذلك فقد يؤذيها أو يقتلها بدلا من إعادتها إلى بيتها، كما أخبرها أن الطريق إلى الجزيرة مُحاط بضباب كثيف لا يمكن لأحد أن يخرج منه إلا إذا كان هناك علاقة عشق حقيقية بين المُختطف ومن يحاول إنقاذه، أي أن إيجور إذا ما كان يعشقها بالفعل سيخرج من الضباب ويصل إلى الجزيرة لإنقاذها.


تتعاطف ميرا مع أرمان وتتعايش معه، بل وتحاول أن تعلمه طريقة حياة البشر، وتؤكد له أنه قد أضحى بشريا منذ هذه اللحظة، وتبدأ فرش غرفة تليق بالبشر لهما من خلال ما يجدونه في السفن المُحطمة على صخور الجزيرة؛ الأمر الذي يجعل أرمان يقول لها مازحا: إن حياة البشر صعبة. يخبر أرمان ميرا بأن الجزيرة في حقيقة أمرها هي الهيكل العظمي لجده التنين الأكبر ويريها المشهد من أعلى؛ فيتبين أن البرج العالي الذي يعيش فيه هو رأس التنين التي تتعالى باتجاه السماء، بينما باقي الجزيرة هي جسده.

في الفترة التي تعيشها ميرا مع أرمان يبدع المُخرج بحق في تقديم العديد من المشاهد الرومانسية الجميلة بين كل منهما؛ حتى أن قصة الحب التي تبدأ في النمو بينهما كانت من أجمل مشاهد الفيلم التي يكاد المُشاهد يرغب في ألا تنتهي لرومانسيتها الناعمة، وعلاقة العشق البادية بينهما على قسماتهما وعيونهما.


لكن أرمان كثيرا ما كان يشعر بلحظات التحول إلى تنين، وهي اللحظات التي كان يجاهد من أجل منعها وكبتها تماما، فيختفي فجأة عن أنظار ميرا خشية التحول في وجودها وإيذائها، كما نلاحظ أنها إذا ما لامست جسده فإنه يبدأ في التوهج الناري ويبدأ في التحول، كما أن المُخرج لم يخبرنا عن الأوقات التي من المُمكن له أن يتحول فيها أرمان إلى تنين وما سببها، اللهم إلا لمس ميرا له فقط، لكنه لم يخبرنا عن السبب في الأوقات الأخرى التي يحاول التنين الذي داخله أن يتحرر.

تصارح ميرا أرمان بأنها تخاف التنين الذي داخله، لكنه يؤكد لها أن التنين لا يمكن له أن يؤذيها مهما كانت الظروف، وأنه سيمنع حدوث ذلك، لكنه بسبب تكرار محاولة التنين الذي بداخله الخروج؛ يشعر أرمان بالخوف عليها، ويطلب منها الرحيل عن الجزيرة على أحد القوارب التي لم تتحطم بعد، ويخبرها بأنه سيساعدها على إظهارها في قلب الضباب لإيجور من أجل إيجادها.


تغادر ميرا مُرغمة بالفعل حينما يصر أرمان على ذلك، وبينما كانت في قلب الضباب ينير السماء بإطلاق ما يشبه الصواريخ الضوئية؛ فيراها إيجور ويصل إليها ويرغب في العودة بها، لكن أحد الرجال يخبره بأنهم لا يمكن لهم أن يعودوا إلا بعد وصولهم إلى الجزيرة أولا والتأكد من أن التنين قد مات، إلا أن ميرا تخبرهم بأن التنين قد انتهى أمره، وتطلب من إيجور إعادتها إلى ديارها.

حينما تعود ميرا يعدها أبوها للزفاف مرة أخرى، وبينما يعيدون الطقوس هذه المرة من دون أغنية التنين، تجلس ميرا في القارب الذي لا بد أن يجذبه إيجور بدلا من نومها فيه؛ الأمر الذي يزعج الجميع، لكنها تؤكد له أمام والدها وأهل القرية جميعا أنها لا تحبه، وحينما يصرخ فيها محاولا استكمال جذبها، تفلت الحبل، وتصرخ بدورها أمام الجميع لتؤكد بأنها تحب التنين. وهنا تقف في القارب عل قدميها ويبدأ صوتها يتعالى بترنيمة وأغنية استدعاء التنين التي لا بد أنها ستستدعي أرمان في صورة التنين.

بالفعل، بمجرد ما تنتهي ميرا من أغنيتها؛ تبدأ الرياح القوية في الهبوب على الجميع، ويصل إليهم صوت التنين الذي يرونه يحوم فوقهم ليختطف ميرا المُنتظرة له بفرحة وحب، ويتعالى بها. يحاول إيجور طعن التنين، لكن أحد جنود أبيها يدفعه أرضا، بينما ينظر إليها والدها الأمير راضيا، ليقول: ليكن مكانك حيث اختار قلبك.


يصل التنين بميرا إلى الجزيرة ويلقيها على المذبح الذي تحرق عليه التنانين الفتيات اللاتي تختطفهن، ويحاول بالفعل حرقها، لكنها تقترب منه وتضع يدها على وجهه، ثم تقوم بتقبيله؛ الأمر الذي يجعل التنين يهدأ، أي أنها كانت تعتمد على مُخاطبة مشاعر أرمان الإنسانية داخله، وبالفعل يهدأ التنين تماما، ويضع رأسه الضخم على ساقيها وكأنه طفلها، لتخبره ميرا بأنها تحبه في جميع تشكلاته سواء كان إنسيا أم تنينا.

في المشهد التالي نرى أرمان مع طفلة جميلة في البرج العالي لجزيرة التنين، بينما يحكي لها حكاية التنين، لتظهر ميرا وتمنعه من استكمال حكايته لطفلتيهما الجميلة التي تطلب منها أمها الخلود للنوم، ثم يخرجان على إحدى الحواف العالية التي تمثل أحد أسنان التنين القديم الذي تتكون الجزيرة من جسده؛ ليتحول إلى تنين وتصعد ميرا على عنقه مُمسكة بقرنيه القويين وينطلق التنين في الهواء عاليا بينما ميرا تضحك مُتأملة العالم من خلال السماء، مُستمتعة مع زوجها الذي تشعر معه بأنها قد امتلكت العالم.


ربما كان الفيلم الروسي إنه تنين للمُخرج إندار جندوبايف من أفضل، وأجمل أفلام الفانتازيا التي من المُمكن للمُشاهد أن يراها؛ فالفيلم لم يعتمد على الفانتازيا فقط في المقام الأول، بقدر ما اعتمد على قصة العشق الخيالية التي نمت بين كل من الفتاة والتنين/ الوحش المُخيف؛ ليؤكد لنا أن الحب من المُمكن له أن يزيل الحواجز بين جميع الكائنات حتى لو كان هذا الأمر مُستحيل على المستوى الواقعي والحياتي، كما أن الموسيقى التصويرية والأغاني التي لجأ إليها المُخرج- وهي الموسيقى والأغاني اللتان كانتا معبرتين بصدق عن الحالة العشقية بينهما- والتي استعان فيها بالموسيقار Simon Finley من أجل إنجازها، كانت من أهم مُميزات الفيلم على الإطلاق؛ حتى أن المُشاهد لا بد سيعود إليها مرات أخرى من أجل الاستماع إليها بعد الانتهاء من الفيلم؛ الأمر الذي يؤكد ويُدلل على أهمية المُوسيقى التصويرية لهذا الفيلم الذي لا بد من تعريف مُشاهد السينما الحقيقي به؛ لأهميته وجماله وفنيته، والتأكيد له أنه ليس مُجرد فيلم عن الفانتازيا والكائنات الغريبة الغير موجودة، بل هو قصة حب عميقة ومشوقة مُفعمة بالعاطفة الدافئة من خلال قصة خيالية.

 

 

 محمود الغيطاني

مجلة الشارقة الثقافية

عدد أغسطس 2024م

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق