الأربعاء، 19 أبريل 2017

السينما وإمكانية منح الحياة الثانية لإيزابيل إيبرهارت


A Farewell To Arms 
يرى البعض أن السينما هي الفن الأقدر على التعبير منها عن فنون السرد؛ ومن ثم فالسينما التي كانت هي الفن السابع في المعرفة تكاد تكون هي الأهم رغم أنها أخذت من الفنون التي سبقتها جميعا، ولكن ما هو السبب في هذه القدرة التعبيرية التي لا تنتهي لفن السينما، ولم حازت قصب السبق في هذه الفنون من حيث إمكانية التعبير؟
ربما تعود أهمية فن السينما على غيره من الفنون إلى أنه فن بصري يستطيع مخاطبة الجميع ببساطة من دون وجود وسيط أو أي تعقيدات بينه وبين المتلقي، صحيح أن هناك بعض التقنيات السينمائية التي قد تلتبس على المشاهد العادي- غير المتمرس على فن مشاهدة السينما-، لكنها تظل الفن الأقدر على مخاطبة الجميع من دون التمييز بينهم؛ فالمتعلم أمامها مثل غير المتعلم، يستطيع التعامل معها بسهولة ومن ثم فهمها والتعاطي معها، ومن هنا تستطيع السينما اكتساب شعبيتها التي لم يكتسبها ما هو دونها من الفنون؛ فهي الفن البصري البسيط الذي يصل إلى متلقيه بسهولة. تُخاطب الأطفال مثلما تُخاطب الكبار، والمتعلمين مثلما تُخاطب من لم يحظوا بنصيب منه، وبالتالي نرى الجميع يلتفون حولها قادرين على هضمها بسهولة؛ مما جعلها الفن الأكثر شعبية.
تعاملت السينما منذ بداياتها مع الفن الروائي آخذة منه، ومضيفة له في الوقت ذاته، ولعل الآلاف من الروايات العالمية التي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية ما يدلل على أن التعامل بين السينما والرواية هو من الأهمية التي لا يمكن لنا إنكارها؛ فرأينا في السينما المصرية مثلا الكثير جدا من الأفلام المهمة المأخوذة عن أصل روائي مثل "لا أنام" للمخرج صلاح أبو سيف 1957م عن رواية للروائي إحسان عبد القدوس بنفس الاسم، و"ثرثرة فوق النيل" للمخرج حسين كمال 1971م عن رواية لنجيب محفوظ بنفس العنوان، و"عمارة يعقوبيان" للمخرج للمخرج مروان حامد 2006م عن رواية للروائي علاء الأسواني بنفس العنوان، وغيرها من الأعمال السينمائية المهمة التي لجأت إلى فن الرواية؛ لأهميته. وهذا ما رأيناه أيضا في الكثير من الأعمال السينمائية العالمية التي أخذت من الأدب العالمي وقامت بتحويله إلى أفلام سينمائية، ولعلنا لا نستطيع نسيان رواية "وداعا أيها السلاح" للروائي الأمريكي إرنست هيمنجواي التي تحولت إلى العديد من الأفلام السينمائية منها فيلم A Farewell To Arms  1957م للمخرج تشارلز فيدور Charles Vidor، وفي عام 1996م تحولت إلى فيلم بعنوان "في الحب والحرب"  In love and Warللمخرج ريتشارد أتينبورو Richard Attenborough  وكان بطولة ساندرا بولوك، وغيرها الكثير من الأفلام السينمائية المهمة التي عملت على تخليد الأعمال الروائية التي أخذت عنها؛ ومن ثم اكتسبت هذه الأعمال الروائية المزيد من الشهرة والإقبال عليها من قبل الجميع بفضل تحويلها إلى أعمال سينمائية.
إذن فالسينما تنمو وتنضج فعليا من خلال فن الرواية، ولعلها اعتمدت على هذا الفن السردي المهم منذ فترة مبكرة. صحيح أنها لم تبدأ مسيرتها معتمدة على الرواية، أي أن الأفلام السينمائية الأولى كانت مكتوبة للسينما مباشرة، لكنها منذ مراحلها المبكرة اعتمدت على هذ الفن السردي الذي رأت فيه الكثير من الثراء الذي يُفيدها عند تحويله إلى أعمال سينمائية، كذلك هذه الأعمال الروائية التي تحولت إلى الفن السابع نالت شهرة كبيرة ما كانت لتنالها إذا لم تكن السينما قد اهتمت بها وعملت على تحويلها إلى أفلام سينمائية.
ربما بسبب هذه الشهرة التي تنالها الأعمال الروائية المتحولة إلى السينما نجد العديد من كتاب الرواية يسعون إلى تحويل أعمالهم الروائية إليها، بل يعملون على أن يستعيروا الكثير من تقنيات السينما من مونتاج، وفلاش باك، وقطع، وتوثيق، وغيرها من التقنيات التي تخص الفن السابع في أعمالهم الروائية ربما تسهيلا على كتاب السيناريو من أجل تحويل هذه الأعمال إلى فيلم سينمائي.
لكن لم بات تحويل الأعمال الأدبية إلى أفلام سينمائية نادرا في الآونة الأخيرة لاسيما في السينما المصرية؟
لا نستطيع إنكار أن الفترة الذهبية للسينما المصرية كانت هي الفترة التي اهتمت فيها بتحويل الأعمال الأدبية إلى أفلام روائية طويلة، وهي الفترة التي تحول فيها جل ما كتبه نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وإسماعيل ولي الدين، ويوسف السباعي، وثروت أباظة وغيرهم من الروائيين المصريين إلى أفلام سينمائية ما زالت محفوظة في العقل الجمعي السينمائي المصري، لكننا لاحظنا في الحقبة الأخيرة أن السينما لم تعد تلتفت إلى الفن الروائي، أو أنها أهملت الأخذ من الرواية للتحويل إلى أفلام سينمائية، وربما يكون السبب الأساس والمباشر في ذلك عائدا إلى فقر الموهبة لدى جل من يكتبون السيناريو السينمائي اليوم؛ فالسيناريو في حاجة إلى موهبة حقيقية، كما أن السيناريو المكتوب للسينما بشكل مباشر يكون أكثر سهولة على من يفتقدون للموهبة منه عن السيناريو المأخوذ عن عمل أدبي؛ لأن هذا الأخير في حاجة إلى الكثير من الجهد والاجتهاد والموهبة من أجل تحويل العمل الروائي إلى فيلم سينمائي، ومن هنا لم نعد نرى أفلاما سينمائية مأخوذة من أصول روائية، وهذا بالضرورة قد يؤدي إلى فقر الكثير من الأعمال السينمائية، وهذا ما نراه فعليا في السينما المصرية التي لم تعد تقدم لنا أعمالا فنية جديرة بالاهتمام، أو أعمالا من الممكن أن تعلق في الذاكرة البصرية للمشاهد المصري.
ربما كانت رواية "أربعون عاما في انتظار إيزابيل" للروائي الجزائري سعيد خطيبي من الأعمال الروائية الجديرة بالتفات السينما إليها؛ فهي من الروايات التي تحمل داخلها الكثير من المشاهد البصرية الصالحة لتحويلها إلى فيلم سينمائي ببساطة، هذا فضلا عن ثراء حياة إيزابيل إيبرهارت التي تركت وطنها الأم وفضلت الحياة في الجزائر ومنطقة المغرب العربي.
رغم أن إيزابيل إيبرهارت ولدت في جنيف بسويسرا لأم أرستقراطية روسية من أصول ألمانية وأب أرميني كان عشيقا لأمها وهو ألكسندر تروفيموفسكي، إلا أنها لم تُفضل الحياة في سويسرا وتركتها راحلة إلى المغرب العربي خصوصا إلى الجزائر، كما كان أبوها قسا ثم اعتنق الإسلام فيما بعد، ولكن رغم ذلك فهناك بعض المؤرخين الذين يؤكدون أن والد إيزابيل الحقيقي هو الشاعر الفرنسي آرثر رامبو، وسواء كان هذا أم ذاك؛ فإيزابيل لم تكن تعرف من هو والدها الحقيقي، كما أخذت اسمها العائلي من جدتها من جانب أبيها. عدم معرفة إيزابيل لأبيها سبب لها العديد من المشكلات المادية والعاطفية، لكنها تعلمت العديد من اللغات منها اللغة التركية واللغة العربية، كما كانت ترتدي ملابس الرجال دائما؛ حيث كانت ترى أنها تمنحها المزيد من الحرية، ورغم هذه المحاولات من إيزابيل لإخفاء أنوثتها إلا أن جمالها اللافت كان كثيرا ما يبرز ملامحها الأنثوية.
ربما كان السبب الرئيس في ترك إيزابيل لسويسرا متجهة إلى الجزائر هو حينما قرأت في الخامسة عشرة من عمرها إعلانا صغيرا نشره ضابط فرنسي مصاب بالسأم أثناء تأديته الخدمة العسكرية في الجزائر، وهنا راسلته إيزابيل وسرعان ما نشأت بينهما قصة حب وقررت لقائه فذهبت إليه، لكنها اكتشفت فيما بعد أنه لا يتشابه مع مواصفاتها التي تريدها في رجلها. بعدما أعلنت إيزابيل إسلامها بدأت في الانخراط مع المسلمين الجزائريين ومحاربتهم للاستعمار الفرنسي، ويُذكر أن ميدورا ماركيز زوجة أحد النبلاء الأوروبيين قد كلفتها بالتحقيق في الوفاة الغامضة لزوجها الماركيز في تونس؛ ولأن إيبرهارت كانت تعشق ارتداء الملابس الذكورية فقد كانت تتجول بسهولة في مجتمع ذكوري تحت اسم "سي محمود السعدي" وهناك تعرفت على العديد من الطرق الصوفية، وحاول أحدهم قتلها بالهجوم عليها بسيف لكنها نجت من هذه الجريمة؛ الأمر الي جعل فرنسا تستغل هذا الأمر وطردتها إلى مارسيليا؛ ربما لخشية السلطات الفرنسية من توصل إيبرهارت إلى من قتل الماركيز، وهناك في المنفى كتبت العديد من مؤلفاتها وارتبطت بجندي جزائري اسمه سليمان بالزواج؛ الأمر الذي منحها الجنسية الفرنسية وحق الرجوع مرة أخرى إلى الجزائر، وفي عام 1904م توفيت إيبرهارت بسبب فيضان طوفاني في "عين الصفراء" على الحدود الجزائرية المغربية.
ربما كانت هذه القصة المختصرة عن حياة إيزابيل المليئة بالكثير من الحكايات الفرعية الأخرى والتي لا تقل أهمية عما ذُكر من خطوط عامة هي المادة الرئيسية التي استقى منها سعيد خطيبي روايته وإن جعل إيزابيل وحياتها موجودة دائما في خلفية الحدث بحيث نشعر بوجودها فقط بشكل غير مباشر بينما يسوق لنا المؤلف من خلال تقنية الفلاش باك Flash Back السينمائية العديد من المواقف والحكايات التي يرويها لنا الراوي الضابط الفرنسي جوزيف رينشار الذي عثر على يوميات لها، وعمل على تحويل هذه اليوميات إلى لوحات فنية، كما كان يحاول دائما التماهي مع إيبرهارت وكأنه النسخة الذكورية منها بينما تُمثل هي وجهه الأنثوي الذي كان يعمل على إخفاء أنوثته.
يبدأ خطيبي روايته بشكل يتماهى مع السينما وكأن خياله يميل إلى الأسلوب البصري أكثر من الأسلوب السردي للرواية، وإن كان تغليب الشكل البصري على الشكل السردي أدى إلى إثراء الرواية وليس العكس؛ لذلك نلاحظ أن الرواية تبدأ بالفرنسي الجزائري جوزيف رينشار الذي ترك فرنسا مفضلا الحياة في قرية في جنوب الجزائر وهي قرية بوسعادة مع صديق عمره الجزائري سليمان الذي كان يخدم معه في فرنسا، وهنا نرى أن جوزيف هو من يحكي دائما بشكل تسجيلي نلاحظه في العديد من الأفلام السينمائية منها "أرض الخوف" لداود عبد السيد 2000م، كذلك فيلم Casino للمخرج مارتن سكورسيزي 1995م، للممثل الإيطالي الأصل روبرت دي نيرو.
إذن فخطيبي يتماهى مع السينما منذ بداية عمله ويحرص دائما على أن يجعل صوت جوزيف رينشار في الخلفية السمعية للحدث الروائي/الفيلمي معلقا على الأحداث التي يرويها، كما أن رينشار هو بطل العمل رغم وجود روح إيزابيل على طول العمل في خلفية الحدث أيضا، ورغم أن خطيبي بدأ روايته بالحكي عن نفسه وعن الجزائر وكيفية انتقاله إليها والأحداث التي مر بها هناك هو وصديقه الجزائري سليمان، إلا أنه يعمل على إنهاء روايته بشكل سينمائي أيضا حين عودته هو وسليمان- مرغمين- إلى فرنسا فنراهما يجلسان في شقة جوزيف القديمة بينما يسأله سليمان: ماذا تكتب؟ فيبدأ رينشار في قراءة ما يكتبه وينهي عمله الروائي بنفس المقطع التي بدأ به روايته، أي أن الرواية تبدأ لتنتهي في شكل دائري مغلقا على نفسه وهو شكل أقرب إلى التقنية السينمائية منه عن التقنية السردية الروائية.
يحرص خطيبي على ألا يكون السرد متسلسلا. ورغم أننا لو نظرنا إلى العمل بشكل كلي سنجده متماسكا مكتملا، إلا أن الجزر السردية أو الحكايات والمواقف المتعددة التي يحكيها جوزيف تأتي وكأنها لا علاقة لها ببعضها البعض إلا أنها حدثت في الجزائر أو فرنسا، أي أن المؤلف هنا يحرص على استخدام تقنيات القطع التي تقدم لنا حكايات متوازية تسير كل منها في مسارها الذي يخصها كي تلتقي هذه المسارات المتوازية في نهاية الأمر في حكاية واحدة وهي حكاية جوزيف الذي حاول التماهي مع حياة إيزابيل التي تركت حياتها لمحاولة الذوبان في حياة أخرى، ولعل هذا الشكل التقطيعي/ المونتاجي الذي اتبعه المؤلف هو شكل أكثر تناسبا مع السينما التي تهتم بالقطع المتوازي Cross Cutting من جهة، أو القطعات السريعة والمختلفة على حكايات متناثرة هنا وهناك يجمعها عالم واحد في نهاية الأمر يكتمل من خلال هذه الجزر السردية/ المشاهد المتعددة التي يبثها المؤلف على طول السرد.
يحكي لنا جوزيف أحيانا عن حياته مع أمه وإخوته في فرنسا، وأحيانا أخرى عن خدمته العسكرية هناك، ثم لا يلبث العودة إلى الزمن الآني في الجزائر حيث تعيش البلاد على فوهة البركان الإسلامي وبداية سنوات العشرية السوداء بعدما نجحت جبهة الإنقاذ في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، ورفض الجيش لهذه النتيجة؛ الأمر الذي أدى إلى بداية انفجار الإسلام السياسي هناك والمرور بعشر سنوات من القتال المسلح بين الحكومة والإسلاميين، ولعل اهتمام جوزيف بالحكي عن بداية هذه المرحلة من دون التورط في التفاصيل يأتي بسبب خطر هذه المرحلة على وجوده في الجزائر وبداية نهاية حياته هناك؛ حيث أعلن الإسلاميون أنهم سيعملون على تأميم ممتلكات كل الأجانب المقيمين هناك، كما كان الأمر بداية للعنف في الجزائر ضد الجميع لاسيما الأجانب المقيمين هناك، ورغم أن رينشار كان قد أعلن إسلامه ويعيش بينهم منذ الأربعين عاما، كما ساعد الجميع من خلال ماله الخاص إلا أن نظرات الجميع وتعاملهم معه قد بدآ يختلفان باعتباره أجنبيا غير كامل الإسلام، كما كان يقطع من هذه الحكايات إلى إيزابيل إيبرهارت وحياتها التي يحاول التماهي الدائم معها باعتبارها وجهه الأنثوي الذي فقده.
كل هذه الجزر/المشاهد التي حرص خطيبي على سوقها في روايته بشكل لا ترتيب فيه، كان من الذكاء الذي يجعل الرواية أقرب إلى أسلوب السرد السينمائي، وكأنه كتبها في شكل يقترب كثيرا من السيناريو حيث تتوافر فيها العديد من تقنيات الفيلم السينمائي؛ مما يجعل تحويلها للسينما أسهل وأكثر إغراءً منه عن روايات أخرى كثيرة.
لعل اهتمام الروائي بالحياة الخاصة لإيزابيل إيبرهارت العاشقة للحياة والتمتع بها بكل أشكالها سواء كانت الطبيعية أو غير الطبيعية، وسرده للعديد من المواقف التي عاشتها إيبرهارت كان من الأهمية التي تجعلنا ننتبه إلى ثراء التجربة الحياتية لإيزابيل، التي هي أكثر صلاحية أيضا للتحويل إلى السينما. إذن فنحن أمام عاملين مهمين نجح خطيبي في تضفيرهما من خلال روايته تجعلان العمل الروائي هنا قابلا للتحويل إلى السينما، أولهما حياة إيزابيل الثرية، وثانيهما التحولات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على المجتمع الجزائري في فترة أربعين عاما كاملة منذ أوائل الخمسينيات حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وهما عاملان يحملان من الثراء الروائي والبصري ما يجعل العمل قابلا للتحويل إلى فيلم سينمائي مهم قد يترك ببصمته في تاريخ السينما التي يتحول إليها.
سعيد خطيبي
المقاطع السردية الروائية التي اهتم خطيبي بعرضها في روايته؛ حيث سارت الرواية بشكل مجموعة منفصلة متصلة من المقاطع السردية تُشبه إلى حد بعيد أسلوب السينما، فهي بالأسلوب السينمائي لا تختلف كثيرا عن المشاهد السينمائية، كما أن لغة خطيبي تمتلك إرثا بصريا كبيرا بحيث يستطيع القارئ أن يرى ما يرويه جوزيف أثناء القراءة، ولعل في هذه القدرة التصويرية لدى المؤلف ما يجعل أي مهتم بالسينما لا يمكن أن يرى الرواية إلا باعتبارها فيلما سينمائيا جاهزا للتصوير بشكل مباشر، ومن ثم فتحويل رواية بمثل هذا الشكل إلى فيلم روائي طويل يجب أن يكون من أولى اهتمامات العاملين في صناعة السينما التي هي في حاجة فعلية إلى أعمال روائية جديدة وصالحة للتحويل؛ حيث أننا لا يمكننا إنكار أهمية الأفلام السينمائية وثراء التجارب المأخوذة عن أصول روائية.
رواية "أربعون عاما في انتظار إيزابيل" للجزائري سعيد خطيبي إذا ما حاولت السينما تبنيها كتجربة سينمائية جادة ستكون بمثابة الحياة الثانية والجديدة لإيزابيل إيبرهارت التي كانت حياتها جديرة بالالتفات إليها، كما أن السينما من الفنون القادرة على الإضافة والحذف بما يتناسب مع عمق الرؤية الفنية والثقافية لمخرج العمل السينمائي؛ مما يمنحها المزيد من الخصوصية والثراء الفني، لاسيما أن خطيبي قد مزج بين هذه الحياة وبين حياة جوزيف في الجزائر ما منحها المزيد من الحياة.




محمود الغيطاني




مجلة الفيلم
عدد مارس 2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق