الاثنين، 1 يوليو 2019

حرة.. جماليات الصورة كمنقذ للسيناريو

بوستر الفيلم
من خلال الحرص على تقديم مجموعة كبيرة من اللقطات الطويلة الصامتة التي لا يتخللها سوى حوارات قصيرة شديدة الاقتصاد؛ مما يجعل الاهتمام بالصورة هو جوهر الفيلم، وهي الصورة التي مالت عن عمد إلى شيء من الرتابة والآلية، وكأنما المخرج يريد من ورائها إعطاء المشاهد الفرصة للكثير من التأمل؛ نجح المخرج التونسي مُعز كمون في تقديم فيلمه الروائي الطويل "حرة" Libre، وهو الفيلم الذي يناقش مشكلة مهمة في مجتمعاتنا العربية جميعها، حينما تسود الرتابة الحياة الزوجية؛ مما يؤدي إلى الخلافات وزهد الأزواج لبعضهما البعض؛ الأمر الذي قد يدفع الزوج إلى الكثير من العنف الأسري تجاه زوجته والاعتداء عليها؛ كشكل من أشكال التعويض للشعور برجولته التي يظن أنه قد فقدها معها لطول عشرتهما وزهده فيها كامرأة؛ الأمر الذي يؤدي إلى العديد من التبعات الاجتماعية والأسرية الأخرى إذا لم يسرع الزوجان بحل مشاكلهما ومن ثم إمكانية انجراف الزوجة إلى علاقة أخرى خارج إطار الزواج- كشكل من أشكال التعويض على الإهمال والعنف الذي تلاقيه من الزوج-، أو هجرة حياتها الزوجية تماما والرحيل بعيدا عن الزوج مفضلة في ذلك حريتها الاجتماعية والاستمتاع بحياتها بعيدا عن قيود هذا الزواج- وهو ما رأيناه في المشهد الختامي للفيلم حينما أخذت علياء- التي قامت بدورها الممثلة التونسية فاطمة ناصر- ابنتها وحقيبتها للرحيل من منزل الزوجية وحينما سألتها الابنة: متى سنعود، أجابتها بثقة: لا أظن أننا سنعود مرة أخرى.
المخرج التونسي معز كمون

ربما نلاحظ من خلال قصة الفيلم- وهو السيناريو الذي كتبه المخرج مُعز كمون أيضا- أنها قصة نسوية بامتياز، أي أن المخرج يتبنى من خلال فيلمه قضايا المرأة محاولا معالجتها والبحث في أسبابها، وما يمكن أن يترتب على هذه المشكلات، ولعلنا نلحظ ذلك من خلال الفيلم؛ حيث كانت الشخصيات النسائية- رغم أنها الحلقة الأضعف في السيناريو اجتماعيا- إلا أنها كانت المحرك الأساس والجوهري والأكثر إيجابية في أحداث السيناريو وتناميه ليصل إلى ذروته التي رأيناها، بينما كانت الشخصيات الذكورية مجرد مُكمل للقصة فقط. نلاحظ ذلك في شخصية الأم "جميلة" التي قامت بدورها بإتقان الممثلة سامية رحيم، كذلك شخصيات "نادية" (سيرين بلهادي)، و"سلمى" (شيماء همامي)، بالإضافة إلى شخصية "علياء" (فاطمة ناصر) التي كانت الشخصية المحورية التي يدور السيناريو ويتنامى من أجلها فقط.
مشهد من الفيلم
هذا الاهتمام بقضايا المرأة التونسية والمجتمع التونسي سبق أن لاحظناه فيما سبق أن قدمه كمون من أفلام روائية طويلة حيث ناقش في فيلمه الروائي الأول "كلمة رجال" 2004م قضية الزواج العرفي في تونس، وهو الزواج الذي يرفضه المجتمع التونسي تماما، ويراه شكلا من أشكال الخيانة، كما قدم في فيلمه الثاني "آخر ديسمبر" 2010م مفهوم تحرر المرأة التونسية، من خلال امرأة قروية، باعتبار أن المرأة التونسية من أكثر نساء الدول العربية تحررا وحصولا على حقوقها، إلا أنه أدان هذه الحرية التي يفهمها الكثيرون من أبناء المجتمع التونسي بشكل خاطئ، كما حاول من خلال نقاشه لهذه القضية فضح أنانية الرجل الشرقي الذي يرضى لنفسه الحياة الحرة في مجون، بينما لا يتقبل الزواج من أي امرأة إلا إذا كان هو الأول في حياتها في شكل من أشكال التناقض الثقافي والمدني اللذين يقومان عليهما المجتمع في تونس باعتباره ما زال مجتمعا ذكوريا يرى لنفسه فقط الحق في كل شيء.
إذن فمشكلات المجتمع المدني التونسي وقضايا المرأة ومشكلاتها تكاد تكون هي جوهر الأفلام السينمائية التي يقدمها لنا المخرج مُعز كمون، وهي الأفلام التي نجح كثيرا في تقديمها بشكل فني بعيدا تمام البعد عن المباشرة والخطابية العالية التي قد تُفسد السينما، بل كان حريصا في كل ما قدمه من أفلام على ما هو فني في المقام الأول متجنبا الصوت العالي أو المباشرة الفجة فيما يناقشه من قضايا مهمة قد تنحو به إلى هذه المباشرة والفجاجة لو لم يكن يمتلك أسلوبا يخصه من خلال أدواته الفنية والتعبيرية بشكل ناضج.
هذا النضج الفني هو ما نراه في فيلمه "حرة" الذي يبدأ بمشهد موت والد "كريم" أحمد القاسمي وتلقيه العزاء في المقابر، لكنه حينما يعود إلى منزله يجد أن أمه "جميلة" قد رفضت استقبال المعزيات في بيتها وطردتهم، كما أنه يجدها تتناول الكثير من الخمر ولا يبدو عليها أي شكل من أشكال الحزن على زوجها المتوفي، يناقش كريم أمه في أنها لا بد لها أن تتوقف عن ذلك على الأقل هذه الليلة- وهي الليلة التي مات فيها الأب- لكنها تؤكد له أنه ليس من حقه التدخل في حياتها، كذلك فهي حينما تستقبل سلمى ووالدها في البيت لتلقي العزاء تخرج لهم بكأس النبيذ ببرود تام، بل وتتركهم بعد دقيقة وحدهم في البيت؛ الأمر الذي يجعلهما ينسحبان ويذهبان؛ نتيجة لأنها انصرفت تماما وتركتهما وحيدين في شكل من أشكال عدم اللياقة الاجتماعية.
جمال ساسي
يبدو لنا كريم من خلال مشاهده المتتالية مع الأم أنها تُسبب له أزمة نفسية ما، وإن كان المخرج لم يوضح لنا ما هي هذه الأزمة، وما أسبابها الجوهرية؛ فالأم كما يقدمها السيناريو شيوعية قديمة- يبدو ذلك من خلال المشهد الذي رأيناها فيه تتابع خطبة للزعيم الشيوعي ستالين- متجاهلة في ذلك وفاة الزوج، وغير شاعرة بأي شكل من أشكال الحزن عليه، بل يبدو عليها دائما الصرامة واللامبالاة. كما أنها تُعاقر الخمر طيلة الوقت؛ مما يدل على وجود أزمة نفسية ما لديها، أو نوع من الخلافات التي كانت بينها وبين الزوج، لم يوضحهما المخرج كذلك، بل ترك الشخصية سابحة في الفراغ من دون جذور تؤصل لها، وسنعرف فيما بعد حينما تلتقي بصديقتها الشيوعية القديمة أن زوجها المتوفي كان زوجا لهذه الصديقة، وأن جميلة استولت عليه بطريقة ما وتزوجته، وهذا ما سبب القطيعة بينهما لمدة ثلاثين عاما، لكن جميلة تحاول استعادة صداقتهما مرة أخرى بعد وفاة الزوج، وبالفعل توافق الصديقة وتغفر لها ما سبق حينما استولت على زوجها، لكنها حينما تقبل دعوتها في السهر معها في بيتها هي وزوجها الثاني، يتكرر ما سبق أن حدث منذ ثلاثين عاما؛ حيث تُحاول جميلة مراودة زوج صديقتها كما فعلت فيما مضى مع زوجها الأول.
الممثلة التونسية فاطمة ناصر
هنا لا بد من التوقف أمام ما قدمه المخرج قليلا للتساؤل: لِمَ قدم شخصية "جميلة"/ أم كريم بهذا الشكل اللامبالي تماما؛ حيث لا تشعر بالحزن على زوجها الذي توفى لتوه، بل وتجلس مستمتعة بتناول الخمر في هدوء بدلا من تقبل العزاء من المعزين الذين طردتهم، ولِمَ تعاملت مع وفاة زوجها بكل هذه اللامبالاة والبرود غير المبررين؟ إن مثل هذا السلوك من الزوجة لا بد أن يستدعي مثل هذا التساؤل، وبما أننا تساءلنا؛ فلقد كان من الضروري أن يُفسر لنا المخرج السبب في ذلك، إلا أنه للأسف قدم هذا الفعل من دون أسباب. كما أن المخرج هنا يقدم لنا الحركة اليسارية النسائية في تونس باعتبارها حركة لا هدف حقيقي لها سوى اصطياد النساء لأزواج بعضهن البعض؛ فجميلة التي فعلت ذلك منذ ثلاثين عاما مع صديقتها المقربة، ترغب في تكرار نفس الفعل مع زوج صديقتها الجديد بعدما توفي زوجها- وهذا شكل من أشكال عدم النضج في تناول حركة اليسار التونسي من قبل المخرج-. ولكن ثمة سؤال أهم من ذلك يطرح نفسه بقوة وهو: ما الدافع الحقيقي والفني الذي رآه المخرج مُعز كمون كي يعرض لنا قصة الأم/ جميلة؟ أي ما الداعي لحشر هذه القصة من الأساس في أحداث السيناريو، ووجود الأم لا سيما أنها لم تكن سببا في تنامي السيناريو فنيا، ولم تُضف إليه أي شيء اللهم إلا طرح العديد من التساؤلات التي لم يقدم لها المخرج أي إجابة؛ الأمر الذي أضعف السيناريو بسبب هذه الفجوات غير المبررة، فضلا عن تشويه حركة اليسار التونسي من خلال الأم التي تخطف أزواج صديقاتها؛ فقصة الأم لم تكن سوى مجرد عبء ثقيل على الفيلم الذي كان محوره الأساس هو علياء وحياتها البائسة مع الزوج الذي لا يشعر برجولته؛ ومن ثم يعوض ذلك بالعنف الجسدي.
الممثلة سامية رحيم
نعرف فيما بعد أن كريم على علاقة عاطفية وجسدية مع سلمى ابنة صديق والده (لطفي بندقة)، وأن سلمى هي صديقة نادية شقيقة علياء. تعيش نادية مع شقيقتها علياء في بيت الزوجية بعدما توفت والدتها ولم يبق لها سوى شقيقتها الكبرى المتزوجة من "حمادي" (جمال ساسي) الذي يعمل ككمساري في إحدى هيئات النقل العام، ولأن العلاقة الزوجية بين كل من علياء وحمادي قد أصابها شيئا من الفتور نجده يفشل في إقامة علاقة جسدية معها، لكنه بدلا من البحث في أسباب هذا الفشل، لا سيما أنهما لديهما ابنة من هذا الزواج، يتهمها بأنها السبب في فشله، وأنها لا تقوم بدورها كزوجة معه، وحينما تؤكد له أنها كما هي معه لم تتغير؛ يتشاجر معها ملقيا عليها باللوم، بل يتطاول عليها جسديا ويضربها بقسوة ليشعر برجولته أمامها وهو ما أكدته علياء حينما قالت لشقيقتها التي تحاول مواساتها بعدما ضربها الزوج: (كي يضربني ليحس بروحه راجل)، وهو الأمر الذي يجعلها حريصة كل الحرص على التحاق شقيقتها الصغرى "نادية" بأحد الأندية لتعلم فنون القتال؛ كي تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، كما أننا نراها تلومها أكثر من مرة حينما تحضر تدريبها وترى أنها تعجز عن الدفاع عن نفسها أثناء التمرين، أي أن السبب الرئيس الذي دفع علياء لتشجيع أختها على تعلم فنون القتال هو أن يكون هذا التعلم وسيلة دفاعية لها كامرأة للدفاع عن نفسها من بطش أي رجل محتمل في حياة أختها فيما بعد، وهذا ما يؤكد عليه المخرج مُعز كمون في مشهد نادية أثناء التدريب بعدما رأت الزوج/ حمادي يضرب أختها؛ حيث نراها تتدرب وكأنها تنتقم من زميلتها التي أمامها، كما نراها أثناء الاستحمام تبكي بينما تضرب الجدار الذي أمامها بكفها بقوة.
الممثلة التونسية سيرين بلهادي
تتعرف علياء على كريم حينما تلتقيه بالمصادفة مع شقيقتها نادية وصديقتها سلمى، وينجذب كريم إليها كثيرا ويحاول تتبعها دائما أينما ذهبت؛ الأمر الذي يجعلها تلحظ هذا وتخبره أنها امرأة متزوجة ولا يجب عليه فعل ذلك؛ فيؤكد لها أنه لم يبدر منه ما يمكن أن يسيء إليها، لكنها تبدأ في الانجذاب إليه بدورها. حينما تلحظ علياء ميلها إلى كريم تحاول إنقاذ نفسها وإنقاذ حياتها الزوجية من الانهيار بدلا من انجرافها نحو رجل غريب عنها، وهو ما نراه في المشهد الذي تقابل فيه زوجها على سلم البناية التي يقطنانها حيث كان نازلا من شقته مستعدا للخروج  للقاء صديقته بينما هي صاعدة بعد عودتها من عملها؛ حيث تسأله هل سيتأخر في الخارج؟ لكنه يجيبها أنها لم تعتد أن تسأله مثل هذه الأسئلة؛ فتجيبه أنها راغبة في تناول العشاء معه، لكنه يقابل طلبها بسخرية ولامبالاة؛ مما يجعلها تعتذر له أن أضاعت له وقته.
هنا تجد علياء نفسها منجرفة بمشاعرها تجاه كريم الذي يهمل حبيبته سلمى/ صديقة شقيقتها نادية. وتنمو علاقة حب بين علياء وكريم الذي يخرج معها ذات ليلة ويذهبان لتناول القهوة في المقهى الملحق بمحطة البترول الخاصة بوالد سلمى (لطفي بندقة) في الوقت الذي تشعر فيه سلمى بالملل والرتابة؛ نتيجة إهمال حبيبها كريم لها، وتتصل بنادية من أجل الخروج والتنزه، لكن نادية تلاحظ أن وقود السيارة غير كافي؛ فتذهب سلمى إلى محطة والدها لتموين السيارة في الوقت الذي كان كل من كريم وعلياء هناك. توبخ نادية أختها حينما تراها مع كريم وتسألها عن السبب الذي يجعلها في هذا الوقت مع حبيب صديقتها، وتنشأ مشاجرة بين الأختين وسلمى بسبب ذلك. تعود علياء إلى بيتها وهناك تخبرها نادية أنها لن تحاول التغطية عليها مرة أخرى بسبب هذا الفعل المخجل وتترك لأختها البيت. تفكر علياء كثيرا في حياتها وما آلت إليه؛ الأمر الذي يجعلها تتخذ قرارها في ترك الزوج والبيت إلى غير رجعة؛ فتأخذ صغيرتها وتذهب لينتهي الفيلم على هذا المشهد حينما تسأل الصغيرة أمها: متى سنعود؛ فترد عليها بهدوء: أنها لا تعتقد بعودتهما مرة أخرى، مفضلة في ذلك حريتها وعدم خيانة زوجها الذي يعيش معها على أن تبقى معه.
فاطمة ناصر
رغم أهمية الفيلم الذي قدمه لنا المخرج التونسي مُعز كمون، ورغم أهمية القضية التي يتناولها، وهي القضية التي يمر بها الكثيرون من أبناء المجتمعات العربية ويفضلون عدم الخوض بالحديث فيها أو مناقشتها لحساسيتها؛ الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من الكوارث المترتبة على هذا الصمت والخجل، إلا أننا نلاحظ ثمة خللا فنيا كبيرا في بناء السيناريو الذي جاء مشوها بسبب قصة الأم جميلة/ أم كريم غير المبررة والتي لم يكن لها أي محل فني في تنامي الأحداث وحركتها، بل بدت كمجرد نتوء لا قيمة له اللهم إلا تشويه العمل الفني، وتشويه حركة اليسار التونسي فقط.
الممثل التونسي لطفي بندقة
لكن لا يمكن أن يفوتنا براعة المخرج ومقدرته الفنية في تقديم كادرات تصويرية لا يصح أن نُطلق عليها إلا أنها كانت بمثابة مجموعة من اللوحات التشكيلية التي كان كمون حريصا فيها على استعراض مهارته التصويرية سواء في اختيار الزوايا أو اختيار العناصر التي تُشكل هذه اللقطات الجمالية، كما حرص المخرج على تصوير العديد من اللقطات القريبة التي كانت ضرورية من أجل بيان ردود أفعال الممثلين وانفعالاتهم حسب أدوارهم في السيناريو وتناميه؛ حيث يعتمد الفيلم على توضيح الانفعالات، لا سيما اللقطات القريبة من وجه الممثلة فاطمة ناصر التي كانت بمثابة العمود الفقري في الفيلم لا سيما أن أداءها تميز بالكثير من الصدق والطبيعية البعيدة عن التكلف، وهو الأداء الذي جعل المشاهد راغبا في تواجدها في كل مشاهد الفيلم؛ نظرا لبراعتها في تقديم الدور الذي تمثله وإحساسها الحقيقي بشخصية علياء التي تعاني مع زوجها في حياتهما البائسة.
إن تقديم المخرج التونسي مُعز كمون لفيلمه "حرة" وتناوله لقضاياه بمثل هذا الشكل الشاعري الهادئ محاولا الابتعاد عن فجاجة المباشرة، والميل به نحو الموضوعية والحيادية الفنية في عرض قضيته، فضلا عن جماليات الصورة التي بدت لنا وكأنها معرضا للفن التشكيلي يجتهد من خلالها المخرج في إثبات براعته التصويرية والفنية، بالإضافة إلى المونتاج الجيد الذي حافظ على إيقاع الفيلم- رغم حرصه على البطء وإيهام المشاهد بالرتابة-؛ فلم نشعر معه بالوقت الذي تسرب سريعا؛ يُدلل على أهمية السينما التونسية وما تقدمه من أفلام لا يمكن تجاهلها في الحركة السينمائية العربية رغم ما شاب السيناريو من مشكلات لم يقدم لها المخرج أي مبررا فنيا.


محمود الغيطاني
مجلة الثقافة الجديدة

عدد يوليو 2019م



هناك تعليق واحد: