إن مُشاهدة السينما الإيرانية، وما تُقدمه من أفلام مُهمة لها تميزها من
حول العالم؛ لا بد أن يدفعنا إلى التساؤل عن السبب في تميز هذه السينما على غيرها
من السينمات من حول العالم، وكيف استطاعت هذه السينما الصمود والتطور الأسلوبي رغم
ما يحيطها من أنظمة حُكم قمعية ثيوقراطية- لا علاقة لها بالفنون بوجه عام، فهي
أنظمة مُعادية للفنون؟فلاديمير لينين
لكن، مع تأمل العديد من السينمات المُتميزة من حول العالم؛ سنُلاحظ أن فن
السينما غالبا ما يتطور إلى الأجود في ظل الديكتاتوريات، ليس معنى ذلك أن هذه
الديكتاتوريات تعمل على رعاية الفنون، بل هي تستخدمها من أجل مصالحها، أي باعتبار
السينما وسيلة دعائية، قادرة على الترويج للأيديولوجيات القمعية- فهي تمتلك
المقدرة القصوى على التغيير والتأثير.
لعل النموذج الأوضح في التاريخ على مقدرة السينما على تغيير الجماهير
والتأثير فيهم، بل وتثويرهم- أي تغيير وجه العالم- هو ما سبق لنا أن رأيناه قبيل
قيام الثورة البلشفية في روسيا وما حدث بعدها؛ "فعندما دخلت روسيا الحرب
العالمية الأولى في أغسطس 1914م، لم يعد من المُمكن استيراد الأفلام الأجنبية،
وأنشأت الحكومة القيصرية لجنة Skobelev سكوبيليف[1]
لتحفيز الإنتاج المحلي، وإنتاج الدعاية لدعم النظام. لم يكن للجنة تأثير فوري
يُذكر، ولكن عندما سقط القيصر في مارس 1917م؛ أعادت الحكومة المُؤقتة برئاسة Aleksandr Kerensky ألكسندر كيرينسكي[2]
تنظيمها لإنتاج دعاية مُناهضة للقيصر، وعندما ورث البلاشفة اللجنة بعد ثمانية
أشهر، حولوها إلى لجنة السينما التابعة للمفوضية الشعبية للتعليم"[3].
ربما نُلاحظ هنا أهمية فن السينما باعتباره فنا دعائيا مُؤثرا تأثيرا قويا؛
لذا أنشأت الحكومة القيصرية لجنة سينمائية من أجل الدعاية للقيصر ونظامه، وهو ما
اتبعه البلاشفة بعد الثورة على النظام القيصري وإسقاطه؛ حيث رأى البلاشفة أنهم لن
يستطيعوا السيطرة على الجمهوريات السوفيتية الشاسعة، والدعاية لأنفسهم إلا من خلال
السينما- الفن الأكثر قبولا وشعبوية- فلقد "كان البلاشفة حزب أقلية يضم ما
يقرب من 200000 عضو، وقد تولى قيادة 160 مليون شخصٍ مُنتشرين عبر أكبر مساحة
متواصلة من اليابسة في العالم، ويتحدثون أكثر من 100 لغة مُنفصلة، وكان مُعظمهم
أميين. هنا نظر Vladimir Lenin فلاديمير
لينين[4]
وغيره من القادة البلاشفة إلى وسيلة الأفلام السينمائية كوسيلة لتوحيد الأمة
الضخمة المُتباينة. كان لينين هو أول زعيم سياسي في القرن العشرين يُدرك أهمية
الفيلم كدعاية، وقدرته على التواصل بسرعة وفعالية. لقد فهم أن الجماهير لا تحتاج
إلى معرفة القراءة والكتابة لفهم معنى الفيلم، وأنه يمكن الوصول إلى عدد أكبر من
الناس من خلال الصور المُتحركة الموزعة على نطاق واسع أكثر من أي وسيلة أخرى في
ذلك الوقت. أعلن لينين: "السينما هي أهم الفنون بالنسبة لنا"، وأعطت
حكومته أولوية قصوى للتطور السريع لصناعة السينما السوفيتية التي تم تأميمها في
أغسطس 1919م، ووضعها تحت السُلطة المُباشرة لزوجة لينين، Nadezhda Krupskaya ناديجدا كروبسكايا[5][6]".
إذن، فلقد سيطرت الثورة البلشفية سيطرة كاملة وكلية وواعية على صناعة
السينما في روسيا؛ نتيجة لإدراكهم، وإيمانهم الكلي بأنها الوسيلة الأولى، والأنجح،
والأكثر ضمانا في السيطرة على الجماهير، ولعل هذا الإدراك الذي يقترب من اليقين
كان جليا في إعلان لينين: "السينما هي أهم الفنون بالنسبة لنا"، فهي
الفن الساحر، القادر على سوق الجماهير إلى الوجهة التي يرغبها القائمون على صناعة
الأفلام، وبالتالي "كان أول عمل للجنة السينما هو تأسيس مدرسة سينمائية
مُحترفة في Moscow موسكو لتدريب المُخرجين والفنيين،
والمُمثلين للسينما، وكان معهد Vsesoyuznyi
Gosudarstvenyi Institut Kinematografii (VGIK) عموم
الاتحاد الحكومي للتصوير[7]،
هو أول مدرسة من نوعها في العالم. في البداية، قامت بتدريب الأشخاص على إنتاج Agitki الأجيتكي، وهي نشرات إخبارية موجودة، تمت
إعادة تحريرها بغرض التحريض والدعاية Agitprop. ثم تم نقل التحريضي في قطارات التحريض والبواخر التحريضية
المُجهزة خصيصا إلى المُقاطعات، حيث تم عرضهم لتوليد الدعم للثورة- استخدمت
السينما الكوبية التي تسيطر عليها الدولة نفس التكتيك بعد ثورة عام 1959م- في
الواقع، خلال السنوات السحيقة للحرب الأهلية الروسية 1918- 1920م كانت جميع
الأفلام السوفيتية تقريبا عبارة عن تحريض من نوع ما. تم تدريب مُعظم المُخرجين
الكبار للسينما الصامتة السوفيتية على هذا الشكل رغم قلة المعدات التقنية، وعدم
وجود مخزون أفلام سلبي، غالبا ما يُطلب منهم إنتاج "أفلام بدون شريط
سينمائي"، حيث تم توجيه الطلاب في VGIK لكتابة السيناريوهات وتوجيهها، وتمثيلها كما لو كانوا أمام
الكاميرات"[8].ألكسندر كيرينسكي
إن ثورة
هائلة، وضخمة بحجم الثورة البلشفية لم تهتم في المقام الأول سوى بالسينما، بل
وكرست كل مقدرات الدولة، وإرادتها من أجل النهوض بالسينما، واستخدامها كآلة دعائية
موجهة للجميع- المُتعلمين، والأميين، والروس، والأجانب- فهي الوسيلة الأكثر
انتشارا، وتأثيرا من أي وسيلة أخرى، وهو ما جعل الثورة البلشفية محفورة في أذهان
الكثيرين من حول العالم بفضل الأفلام التي تمت صناعتها من أجل التمجيد لها. أي أن
السينما قادرة في نهاية الأمر على تغيير نُظم، وسياسيات، وأنماط حياة، بل وإسقاط
حكومات، وبلدان وإنشاء غيرها إذا ما رغب صُناعها في فعل ذلك من خلال توجيهها. صحيح
أنها قد تفقد جزءا كبيرا من فنيتها مع الأدلجة والتوجيه، لكنها سلاح استراتيجي
مُخيف إذا ما رغبنا في استخدامه للتغيير.
هذه الحقيقة
الخاصة بالسينما- القدرة على التغيير- انتبهت إليها دائما النُظم العسكرية مُنذ
ميلاد هذا الفن، وهو ما تكرر أمامنا مرة أخرى حينما حدث الانقلاب العسكري المصري
الذي قاده مجموعة من ضباط الجيش على الملكية في 23 يوليو 1952م؛ حيث وضع العسكر
السينما نصب أعينهم باعتبارها سلاحهم الأول في اكتساب الشعبية والتأييد الجماهيري.
"لعل الدليل القوي على استغلال "الثورة" للسينما من أجل
خدمة مصالحها- تثوير السينما- هو البيان الذي وجهه اللواء محمد نجيب[9]
إلى السينمائيين بعنوان "الفن الذي نريده" في 18 أغسطس 1952م، أي مُنذ
الشهر التالي "للثورة" مُباشرة والذي جاء فيه: "إن السينما وسيلة
من وسائل التثقيف والترفيه، وعلينا أن نُدرك ذلك؛ لأنه إذا ما أُسيء استخدامها؛
فإننا سنهوي بأنفسنا إلى الحضيض، وندفع بالشباب إلى الهاوية"[10]،
وهو ما يُدلل إلى حد كبير على مدى إدراك النظام السياسي لأهمية فن السينما، ومدى
تأثيره على الجماهير؛ ومن ثم تشكيل وعيهم واتجاهاتهم؛ من هنا بدأ النظام في
استغلال هذا الفن من أجل التوجيه والإرشاد بما يتناسب مع مصالحه وتوجهاته
السياسية.
لم يتوقف الأمر، هنا، على بيان اللواء محمد نجيب فقط، "ففي 11 نوفمبر
من نفس العام أصدر القائد العام بيانا مُشتركا نشرته مجلة الكواكب كاملا تحت عنوان
"رسالة الفن"، جاء فيه إنه "يمكن القول: إن الفن عندنا كان إلى ما
قبل يوم 23 يوليو، وربما حتى الآن، صورة للعهد الذي قامت نهضتنا للقضاء عليه. كانت
الميوعة والخلاعة- إلا في القليل النادر- هي سمات المسرح والسينما والغناء، ولم
يكن أحد من المُشرفين على هذه الوسائل، ذات الخطر العظيم في حياة الأُمم، يحاول أن
ينحو بها نحو الفن كما يجب أن يكون، بل كان الجميع- وهو ما يُؤسف له- ينحون بهذه
الأسلحة الخطيرة نحو التجارة، والتجارة وحدها، والتجارة الرخيصة في أغلب الأحوال،
فما من فيلم إلا وأُقحمت عليه راقصة، وإذا كان هذا قد حدث في الماضي، وسُكت عليه؛
فلأنه- كما قدمت- كان صورة من العهد الذي نعيش فيه، أما اليوم فإننا لا نستطيع أن
نقبل من الفن، ولا من المُشرفين عليه شيئا من هذا الذي كان يحدث في الماضي، ولا شك
أن نصيب الفن والفنانين أكبر من نصيب غيرهم؛ فإن التأثير في الشعب بالأغنية،
وبالمشهد السينمائي، وبالمشهد التمثيلي لا يزال أقوى من التأثير فيه بأية وسيلة من
الوسائل الأخرى". وتمضي الرسالة لتكمل تصورها لطريق العمل تحت أربعة عناوين:
"التعب صنعة البنائين"، وفي هذه الفقرة تُحدثنا الرسالة عن المادة التي
لن تعوز المُؤلفين في تاريخنا القديم منه والجديد، وعن التعب الذي لن يهرب منه أحد
من أهل الفن، وعن التمويل، وتُقدم بديلا لعجز مُنتج فرد عن تمويل فيلم كبير يتمثل
في "الاتحاد"- أول مقطع في شعار العهد الجديد- الاتحاد مع مُنتج آخر أو
آخرين. والعنوان الثاني: "مدرسة الشباب" يحدثنا عن أوجه الشبه بين دار
السينما والمدرسة، والثالث: "مجال الفكاهة موجود"، وفي هذه الفقرة تنبه
الرسالة إلى أنها لا تقصد أن تكون الأفلام والمسرحيات مطارق تُدمر نفوس الناس،
فمجال الفُكاهة موجود، وتضرب مثلا بكوميديات الريحاني الهادفة، وينهي العنوان
الأخير الرسالة "واجب خطير"، وأخيرا فإن على الفن والفنانين واجبا
خطيرا، ذلك أن يجعلوا رسالتهم جزءا من رسالتنا"![11]
ألا نلاحظ هنا من خلال ما أورده الدكتور محمد كامل القليوبي في الاقتباس
السابق أن البيان الذي نشرته القيادة السياسية في مجلة الكواكب، مُخاطبة فيه جموع
السينمائيين، إنما يرغب في التأكيد المُتعمد على أن كل ما كان من سينما وفن في
العهد الملكي إنما كان تجارة رخيصة، خليعة لا تمت للفن بصلة، وأن هذا العهد لم يكن
أكثر من ماخور أو بيتٍ للدعارة؟! كما نلاحظ أن البيان يحمل بشكل واضح ومُباشر
الرغبة في توجيه السينما اتجاها أخلاقيا، تثويريا من شأنه أن يعمل على توجيه
الجمهور تبعا لما ترغبه السُلطة السياسية، أي أن الثورة كانت تضع في حسبانها مُنذ
اللحظات الأولى استخدام السينما كأداة من أجل توجيه الجماهير وخدمة توجهاتها
ومصالحها بغض النظر عن كون السينما فنا في المقام الأول، وهو الفن الذي إذا ما تم
توجيهه عمدا لا بد له أن يفسد ويفقد تأثيره على المُتلقي- المنوط به عملية صناعة
السينما بالأساس- كما لا يخفى علينا هنا صيغة التهديد والوعيد الواضحة في الخطاب
المُوجه للسينمائيين وكل من يعملون في هذا المجال[12]".اللواء محمد نجيب
هل يختلف ما قام به العسكريون المصريون- لا سيما بيان اللواء محمد نجيب
بخصوص السينما- عن عبارة فلاديمير لينين السابقة "السينما هي أهم الفنون
بالنسبة لنا"؟
إذن، فلقد سارت ما أُطلق عليها "الثورة المصرية" في 1952م على
نفس الدرب الذي سارت عليه الثورة البلشفية في 1917م، ومن بعدهما الثورة الكوبية في
1959م- الانتباه للسينما واستغلالها من أجل اكتساب التأييد، وتثوير الجماهير لصالح
السُلطة- أي أنهم انتبهوا، وأيقنوا من أن فن السينما هو الفن الأول القادر على
التغيير- سواء بالسلب أم بالإيجاب- لذا فتأملنا للتطور الأسلوبي والتميز الذي
نلاحظه في السينما الإيرانية يمكن تفسيره من خلال التاريخ السينمائي في العديد من
البلدان، وهو محاولة تثوير السينما، وأدلجتها من أجل خدمة الأنظمة السياسية أيا
كانت، وهو سبب من أسباب بقاء السينما الإيرانية، وتطورها، صحيح أن النظام الإيراني
يُحارب بضراوة أي فيلم يحاول انتقاد الأوضاع الاجتماعية أو السياسية، وهو ما أدى
إلى تصوير العديد من الأفلام في إيران بطريقة سرية، وتعريض من يشتركون فيها لخطر
الاعتقال، لكن هذا النظام يُدرك جيدا قيمة هذا الفن في خدمته، ومن ثم لم يحاول
القضاء عليه.
مجلة "نقد 21"
عدد فبراير 2025م
[1] Matvey Ivanovich Skobelev
ماتفي إيفانوفيتش سكوبيليف، وُلد في Baku باكو في 9 نوفمبر
1885م، وتوفي في Moscow موسكو في 29 يوليو 1938م. كان
ثوريا، وسياسيا، وماركسيا روسيا. وُلد سكوبيليف في عائلة رجل نفط ثري من باكو،
ورجل صناعة من Molokan مولوكان. انضم إلى حزب العمل
الاشتراكي الديمقراطي الروسي عام 1903م. بعد الثورة الروسية عام 1905م ذهب إلى
الخارج للدراسة في كلية الفنون التطبيقية في Vienna فيينا. أثناء وجوده في فيينا أصبح صديقا ومُؤيدا لليون تروتسكي Leon Trotsky الذي ساعد في تحرير صحيفته نصف الأسبوعية Pravda برافدا في 1908م حتى 1912م، كما ساعد سكوبيليف، ومُحرر آخر Adolph Joffe أدولف جوفي- وكلاهما سليل عائلات ثرية- تروتسكي في تمويل الصحيفة.
[2] Alexander Fyodorovich Kerensky ألكسندر فيودوروفيتش كيرينسكي، وُلد في 4 مايو 1881م، وتوفي في 11
يونيو 1970م، كان مُحاميا، وثوريا روسيا، قاد الحكومة الروسية المُؤقتة،
والجمهورية الروسية قصيرة العمر لمُدة ثلاثة أشهر من أواخر يوليو إلى نوفمبر
1917م. بعد ثورة فبراير 1917م، انضم إلى الحكومة المُؤقتة التي تم تشكيلها حديثا،
في البداية كوزير للعدل، ثم كوزير للحرب، وبعد يوليو كثاني وزير ورئيس للحكومة.
وكان زعيم فصيل Trudovik الترودوفيك الديمقراطي الاجتماعي
في الحزب الثوري الاشتراكي. كان كيرينسكي أيضا نائبا لرئيس Petrograd Soviet سوفييت بتروجراد، وهو المنصب الذي كان يتمتع بقدر كبير من
السُلطة. أصبح كيرينسكي رئيسا لوزراء الحكومة المُؤقتة، واستهلكت الحرب العالمية
الأولى فترة ولايته، ورغم المُعارضة الجماهيرية للحرب، اختار كيرينسكي مواصلة
مُشاركة روسيا، حيث قامت حكومته بقمع المشاعر المُناهضة للحرب والمُعارضة في
1917م؛ مما جعل إدارته أقل شعبية. بقي كيرينسكي في السُلطة حتى ثورة أكتوبر، وشهدت
هذه الثورة قيام البلاشفة بتشكيل حكومة لينينية بقيادة Vladimir Lenin فلاديمير لينين لتحل محل حكومته. فر كيرينسكي من روسيا وعاش بقية
حياته في المنفى، وعمل على تقسيم وقته بين Paris باريس، وNew York City مدينة نيويورك. كما عمل كيرينسكي في معهد Hoover هوفر في جامعة Stanford University
ستانفورد.
[3] للمزيد انظر المقال المكتوب عن تاريخ السينما
الروسية بعنوان: The Soviet
Union الاتحاد السوفييتي/ britannica.com/ من دون تاريخ، ولم يُذكر اسم الكاتب.
[4] Vladimir Ilyich Ulyanov
فلاديمير إيليتش أوليانوف، وُلد في 22 إبريل 1870م، وتوفي في 21 إبريل 1924م. عُرف
باسم فلاديمير لينين، وكان ثوريا، وسياسيا، ومُنظرا روسيا. شغل منصب الرئيس الأول،
والمُؤسس لحكومة روسيا السوفيتية من عام 1917م حتى 1924م. تحت إدارته أصبحت روسيا،
ثم الاتحاد السوفييتي لاحقا، دولة اشتراكية ذات حزب واحد يحكمها الشيوعيون. من
الناحية الأيديولوجية هو ماركسي وتُسمى تطوراته في الأيديولوجية باللينينية. وُلد
لينين لعائلة من الطبقة المتوسطة العليا في Simbirsk سيمبيرسك، واعتنق السياسة الاشتراكية الثورية بعد إعدام أخيه عام
1887م. تم طرده من جامعة Kazan كازان الامبراطورية لمُشاركته في
الاحتجاجات ضد الحكومة القيصرية للامبراطورية الروسية، وكرس السنوات التالية
للحصول على شهادة في القانون. انتقل لينين إلى Saint Petersburg سانت بطرسبورج عام 1893م، وأصبح من كبار الناشطين الماركسيين. في
عام 1897م ألقي القبض عليه بتُهمة التحريض على الفتنة، ونُفي إلى Shushenskoye شوشينسكوي في Siberia سيبيريا لمُدة ثلاث
سنوات، حيث تزوج Nadezhda
Krupskaya ناديجدا كروبسكايا. بعد نفيه
انتقل إلى أوروبا الغربية حيث أصبح مُنظرا بارزا في حزب العمل الاشتراكي
الديمقراطي الروسي الماركسي RSDLP. في عام 1903م لعب دورا رئيسيا في
الانقسام الأيديولوجي لحزب RSDLP؛ حيث قاد الفصيل البلشفي ضد
المناشفة بقيادة Julius
Martov يوليوس مارتوف. في أعقاب ثورة
روسيا الفاشلة عام 1905م، قام بحملة من أجل تحويل الحرب العالمية الأولى إلى ثورة
بروليتارية تشمل أوروبا بأكملها، والتي كان يعتقد بصفته ماركسيا، أنها ستؤدي إلى
الإطاحة بالرأسمالية وصعود الاشتراكية. بعد أن أطاحت ثورة فبراير 1917م بالقيصر،
وأنشأت حكومة مُؤقتة؛ عاد إلى روسيا، ولعب دورا قياديا في ثورة أكتوبر التي أطاح
فيها البلاشفة بالنظام الجديد.
[5] Nadezhda Konstantinovna Krupskaya ناديجدا كونستانتينوفنا كروبسكايا، وُلدت في 26 فبراير 1869م،
وتوفيت في 27 فبراير 1939م. كانت ثورية روسية، وزوجة فلاديمير لينين. وُلدت في Saint Petersburg سانت بطرسبورج لعائلة أرستقراطية انحدرت إلى الفقر، وطورت آراء
قوية حول تحسين حياة الفقراء. اعتنقت الماركسية، والتقت بلينين في مجموعة مُناقشة
ماركسية في عام 1894م. تم القبض على كليهما في عام 1896م بسبب أنشطتهما الثورية،
وبعد نفي لينين إلى سيبيريا، سُمح لكروبسكايا بالانضمام إليه في عام 1898م بشرط أن
يتزوجا. استقر الاثنان في Munich ميونيخ، ثم في London لندن بعد نفيهما، قبل أن يعودا لفترة وجيزة إلى روسيا للمُشاركة
في ثورة 1905م. بعد ثورة 1917م كانت كروبسكايا في طليعة المشهد السياسي، وأصبحت
عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في عام 1924م. وكانت نائبة مفوض التعليم من
عام 1929م حتى 1939م، وكان لها تأثير قوي على النظام التعليمي السوفيتي، بما في
ذلك تطوير التعليم السوفيتي. توفيت كروبسكايا في Moscow موسكو عام 1939م، بعد يوم واحد من عيد ميلادها السبعين، وقد أدت
ظروف وفاتها، والتوترات الشخصية مع Joseph Stalin
جوزيف ستالين إلى عدة ادعاءات، بعضها مُستمدة من الدائرة الداخلية لستالين، بأنها
تعرضت للتسمم.
[6] للمزيد انظر المقال المكتوب عن تاريخ السينما
الروسية بعنوان: The Soviet
Union الاتحاد السوفييتي/ Britannica.com/ من دون تاريخ، ولم يُذكر اسم الكاتب.
[7] معهد جيراسيموف للتصوير السينمائي. رسميا جامعة S. A. Gerasimov All- Russian University
of Cinematography إس إيه جيراسيموف عموم
روسيا للتصوير السينمائي، وهو بالروسية يعني معهد عموم روسيا للتصوير السينمائي
الذي سُمي على اسم S. A.
Gerasimov، المعروف أيضا باسم VGIK، وهي مدرسة للسينما في موسكو، وقد تأسس المعهد عام 1919م على يد
المُخرج السينمائي Vladimir
Gardin فلاديمير جاردين باسم مدرسة موسكو
للسينما، وهي أول وأقدم مدرسة للسينما في العالم. من عام 1934م إلى 1991م عُرفت
مدرسة السينما باسم معهد عموم الاتحاد الحكومي للتصوير السينمائي، ومن بين مُخرجي
الأفلام الذين يدرسون في المعهد Lev Kuleshov
ليف كوليشوف، وMarlen
Khutsiev مارلين خوتسييف، وAleksey Batalov أليكسي باتالوف، وSergei Eisenstein
سيرجي أيزنشتاين، وMikhail
Romm ميخائيل روم، وVsevolod Pudovkin فسيفولود بودوفكين. مُنذ عام 1986م تم تسمية المدرسة على اسم
المُخرج والمُمثل السينمائي Sergei
Gerasimov سيرجي جيراسيموف. وقد تمت
الموافقة على بناء المعهد من قبل لينين عام 1919م، وقد تعرقل عمله في السنوات
الأولى بسبب نقص مخزون الأفلام. لها تاريخ باعتبارها واحدة من أقدم مدارس السينما
الموجودة. قام العديد من المُخرجين بالتدريس في المعهد. خلال فترة الاتحاد
السوفييتي كان من مُتطلبات الدولة حضور VGIK حتى يُسمح لها بإخراج
فيلم. في الآونة الأخيرة تم اختيار خريجيها من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية
السوفياتية (الاتحاد السوفيتي) ومن بلدان اشتراكية ودول أخرى، رغم أنه كان من
الضروري أن يتعلم الطلاب اللغة الروسية أولا قبل الحضور. وهي من بين مدارس السينما
القليلة التي تُقدم دورات في كتابة السيناريو.
[8] للمزيد انظر المقال المكتوب عن تاريخ السينما
الروسية بعنوان: The Soviet
Union الاتحاد السوفييتي/ Britannica.com/ من دون تاريخ، ولم يُذكر اسم الكاتب.
[9] اللواء محمد بك نجيب يوسف قطب القشلان، من
مواليد 19 فبراير 1901م، وتوفي في 28 أغسطس 1984م. سياسي وعسكري مصري، وأول رئيس
لجمهورية مصر العربية بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953م، كما
يُعد قائد "ثورة" 23 يوليو 1952م التي انتهت بعزل الملك فاروق، ورحيله
عن مصر. تولى منصب رئيس الوزراء في مصر خلال الفترة من 8 مارس 1954م حتى 18 إبريل
1954م، وتولى أيضا منصب القائد العام للقوات المُسلحة المصرية، ثم وزير الحربية
عام 1952م.
[10] انظر كتاب
"السياسة والسينما في مصر" للدكتور درية شرف الدين/ الكتاب ص 13/ الطبعة
الأولى/ دار الشروق/ 1992م، وانظر أيضا مقال "السينما المصرية وثورة يوليو:
السنوات الأولى والوسطى 1952- 1961" للكاتب الفاروق عبد العزيز/ مجلة
الطليعة/ نوفمبر 1975م/ القاهرة.
[11] انظر البحث الذي قدمه الدكتور محمد كامل القليوبي بعنوان
"السينما المصرية وثورة يوليو: صراع الاحتواء بين السينما والثورة"، وهو
البحث الوارد في كتاب "السينما المصرية: الثورة والقطاع العام 1952-
1971م"/ مجموعة أبحاث/ الكتاب إشراف وتحرير هاشم النحاس/ انظر الكتاب ص 19-
20/ المجلس الأعلى للثقافة/ 2010م.
[12] للمزيد انظر كتاب الناقد محمود الغيطاني
"صناعة الصخب: ستون عاما من تاريخ السينما المصرية 1959- 2019م"/ الجزء
الأول/ انظر الكتاب ص 28- 30/ فضاءات للنشر والتوزيع/ الأردن/ الطبعة الأولى/
2021م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق